التاريخ الأيديولوجي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التاريخ الأيديولوجي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تاريخ الأيديولوجيا
يقول الكاتب الإسرائيلي ران هاكوهين إن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لا يتمثل فقط في رصد أحداث العدوان الإسرائيلي والمعاناة الفلسطينية ولكنه تاريخ الأيديولوجيا التي قام عليها هذا الاحتلال، وتاريخ الأفكار والقصص التي قام المجتمع الإسرائيلي بفبركتها لتبرير مشروعه الاستعماري، هذه القصص والأفكار يجب أن تخضع لدراسة تاريخية توضح كيفية تطورها، واستخدامها طبقاً للظروف التاريخية، وتأثيرها، وأساليب تقديمها في وسائل الإعلام.
الهدف من دراسة تاريخ الأفكار التي تستخدم في تبرير الأحداث وفي شرعنة الاحتلال يتمثل في زيادة القدرة على مواجهة هذه الأفكار ومعرفة كيف تقوى تلك الأفكار في ظروف تاريخية معينة، وتموت في ظل ظروف أخرى، وكيف يمكن مواجهتها بأفكار جديدة.
يقول ران كوهين إن الخطاب الإسرائيلي قد استخدم منظومة من الأفكار والرموز والقصص ذات الطابع الديني والسياسي، وقام بتوظيفها لصالح فرض الاعتراف بإسرائيل على العالم، ومنع الدول من توجيه النقد لإسرائيل.
يعرض ران كوهين لتطور فكرة تم استخدامها بشكل واسع والترويج لها، وهي أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة قد انتهى، وأن الفلسطينيين أصبحوا أحرارا يستطيعون أن يفعلوا بحياتهم ما يريدون، ولم يعد لإسرائيل شأن بهم.
هذه الخرافة أصبحت شائعة منذ انسحاب إسرائيل من غزة، لكن جذور هذه الفكرة تعود إلى اتفاقيات أوسلو، حيث روج اليسار الإسرائيلي لفكرة أن الدولة الفلسطينية موجودة.
هذه الخرافة تمثل الرغبة الإسرائيلية الدائمة في الإنكار، فالمجتمع الإسرائيلي يقدم للفلسطينيين اعترافا بوجود افتراضي، بينما ينكر هذا المجتمع الوجود الفلسطيني سواء على المستوى الفعلي أو الافتراضي.
إن إسرائيل تريد أن تسجن الفلسطينيين وراء جدار سميك، وتجعل العالم ينساهم، وهذا يمثل بالنسبة لإسرائيل حلا جميلا حيث يموت الفلسطينيون جوعا داخل سجنهم الذي يمكن أن يطلق عليه دولة.
نحن هنا وهم هناك
يستمر ران كوهين في استعراض بعض الأفكار التي قامت عليها أيديولوجية الاحتلال الإسرائيلي واستخدمت في تبريره ومن أهمها شعار السلام المعقد الذي أطلقه إيهود باراك وهو: «نحن هنا وهم هناك»، دون تحديد لعلاقات القوة بين هنا وهناك.
لكن ذلك يقدم على إنكار إسرائيل لوجود الفلسطينيين والشيء الوحيد الذي أصبح يذكر الإسرائيليين بوجود الفلسطينيين هو عمليات المقاومة.
الإسرائيليون يريدون أن ينسوا وجود الفلسطينيين، وأن يرغموا العالم على نسيانهم بحيث يظلون هناك داخل السجن.
لكن صواريخ القسام تذكرهم دائما بوجود الفلسطينيين، وتذكر العالم أن إسرائيل قد فرضت حصارا شاملا على قطاع غزة حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني وهم لا يستطيعون الوصول إلى البحر، حيث منعت إسرائيل إعادة بناء ميناء غزة، وهم لا يستطيعون الاتصال بالعالم عن طريق الجو حيث دمرت إسرائيل مطار غزة ومنعت إعادة بنائه، كما سيطرت إسرائيل على المعابر.
وإسرائيل ترغم المجتمع الدولي على فرض حصار شامل على غزة منذ انتصار حماس في الانتخابات، وبذلك تتحكم إسرائيل في وصول الأغذية للفلسطينيين.
السجان ليس مسؤولا
أما الضفة الغربية فإنها ليست أفضل حالا من غزة، حيث تعيش القرى الفلسطينية تحت الحصار الإسرائيلي ولا يستطيع الفلسطينيون الانتقال بين هذه القرى، أو الاتصال ببعضهم.
الحقيقة هي أن الفلسطينيين مسجونون داخل جدران قاسية تحت نظام شيطاني من نقاط التفتيش والحواجز على الطرق، والمستوطنون الإسرائيليون يحيطون بهم، ويتم تعريضهم لرعب مستمر ويعيشون في خوف دائم من هجمات الجيش الإسرائيلي وهكذا فإن الاستعمار الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية لم ينته، ولكن تم إنكاره.. لقد أصبح هذا الاحتلال أشد سوءا وخطورة في الوقت الذي يجري فيه الترويج لخرافة أن الاحتلال قد انتهى ونحن هنا وهم هناك، وذلك ليتم صرف الانتباه عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وإبعاد المسؤولية عن إسرائيل، بحيث لا تتحمل نتائج هذه الكارثة.
هذه هي بعض الأفكار التي قامت إسرائيل بترويجها لخداع العالم، وبهدف إبعاد المسؤولية عن الاحتلال، ولقد استخدمت هذه الأفكار كوسيلة لإنكار الوجود الفعلي للشعب الفلسطيني، ولإجبار دول العالم على المشاركة في جريمة حصار الفلسطينيين وتجويعهم، وفي نزع الشرعية عن عمليات المقاومة خاصة إطلاق الصواريخ.
وهكذا يتم تبرير الاحتلال على المستوى الرمزي والثقافي، وتبرير العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لذلك أدعو الصحفيين العرب إلى التفكير في استخدام المصطلحات والرموز والأفكار والخرافات التي تروجها إسرائيل، ومواجهة الحرب الثقافية التي تشنها إسرائيل على الأمة.
و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تاريخ الأيديولوجيا
يقول الكاتب الإسرائيلي ران هاكوهين إن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لا يتمثل فقط في رصد أحداث العدوان الإسرائيلي والمعاناة الفلسطينية ولكنه تاريخ الأيديولوجيا التي قام عليها هذا الاحتلال، وتاريخ الأفكار والقصص التي قام المجتمع الإسرائيلي بفبركتها لتبرير مشروعه الاستعماري، هذه القصص والأفكار يجب أن تخضع لدراسة تاريخية توضح كيفية تطورها، واستخدامها طبقاً للظروف التاريخية، وتأثيرها، وأساليب تقديمها في وسائل الإعلام.
الهدف من دراسة تاريخ الأفكار التي تستخدم في تبرير الأحداث وفي شرعنة الاحتلال يتمثل في زيادة القدرة على مواجهة هذه الأفكار ومعرفة كيف تقوى تلك الأفكار في ظروف تاريخية معينة، وتموت في ظل ظروف أخرى، وكيف يمكن مواجهتها بأفكار جديدة.
يقول ران كوهين إن الخطاب الإسرائيلي قد استخدم منظومة من الأفكار والرموز والقصص ذات الطابع الديني والسياسي، وقام بتوظيفها لصالح فرض الاعتراف بإسرائيل على العالم، ومنع الدول من توجيه النقد لإسرائيل.
يعرض ران كوهين لتطور فكرة تم استخدامها بشكل واسع والترويج لها، وهي أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة قد انتهى، وأن الفلسطينيين أصبحوا أحرارا يستطيعون أن يفعلوا بحياتهم ما يريدون، ولم يعد لإسرائيل شأن بهم.
هذه الخرافة أصبحت شائعة منذ انسحاب إسرائيل من غزة، لكن جذور هذه الفكرة تعود إلى اتفاقيات أوسلو، حيث روج اليسار الإسرائيلي لفكرة أن الدولة الفلسطينية موجودة.
هذه الخرافة تمثل الرغبة الإسرائيلية الدائمة في الإنكار، فالمجتمع الإسرائيلي يقدم للفلسطينيين اعترافا بوجود افتراضي، بينما ينكر هذا المجتمع الوجود الفلسطيني سواء على المستوى الفعلي أو الافتراضي.
إن إسرائيل تريد أن تسجن الفلسطينيين وراء جدار سميك، وتجعل العالم ينساهم، وهذا يمثل بالنسبة لإسرائيل حلا جميلا حيث يموت الفلسطينيون جوعا داخل سجنهم الذي يمكن أن يطلق عليه دولة.
نحن هنا وهم هناك
يستمر ران كوهين في استعراض بعض الأفكار التي قامت عليها أيديولوجية الاحتلال الإسرائيلي واستخدمت في تبريره ومن أهمها شعار السلام المعقد الذي أطلقه إيهود باراك وهو: «نحن هنا وهم هناك»، دون تحديد لعلاقات القوة بين هنا وهناك.
لكن ذلك يقدم على إنكار إسرائيل لوجود الفلسطينيين والشيء الوحيد الذي أصبح يذكر الإسرائيليين بوجود الفلسطينيين هو عمليات المقاومة.
الإسرائيليون يريدون أن ينسوا وجود الفلسطينيين، وأن يرغموا العالم على نسيانهم بحيث يظلون هناك داخل السجن.
لكن صواريخ القسام تذكرهم دائما بوجود الفلسطينيين، وتذكر العالم أن إسرائيل قد فرضت حصارا شاملا على قطاع غزة حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني وهم لا يستطيعون الوصول إلى البحر، حيث منعت إسرائيل إعادة بناء ميناء غزة، وهم لا يستطيعون الاتصال بالعالم عن طريق الجو حيث دمرت إسرائيل مطار غزة ومنعت إعادة بنائه، كما سيطرت إسرائيل على المعابر.
وإسرائيل ترغم المجتمع الدولي على فرض حصار شامل على غزة منذ انتصار حماس في الانتخابات، وبذلك تتحكم إسرائيل في وصول الأغذية للفلسطينيين.
السجان ليس مسؤولا
أما الضفة الغربية فإنها ليست أفضل حالا من غزة، حيث تعيش القرى الفلسطينية تحت الحصار الإسرائيلي ولا يستطيع الفلسطينيون الانتقال بين هذه القرى، أو الاتصال ببعضهم.
الحقيقة هي أن الفلسطينيين مسجونون داخل جدران قاسية تحت نظام شيطاني من نقاط التفتيش والحواجز على الطرق، والمستوطنون الإسرائيليون يحيطون بهم، ويتم تعريضهم لرعب مستمر ويعيشون في خوف دائم من هجمات الجيش الإسرائيلي وهكذا فإن الاستعمار الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية لم ينته، ولكن تم إنكاره.. لقد أصبح هذا الاحتلال أشد سوءا وخطورة في الوقت الذي يجري فيه الترويج لخرافة أن الاحتلال قد انتهى ونحن هنا وهم هناك، وذلك ليتم صرف الانتباه عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وإبعاد المسؤولية عن إسرائيل، بحيث لا تتحمل نتائج هذه الكارثة.
هذه هي بعض الأفكار التي قامت إسرائيل بترويجها لخداع العالم، وبهدف إبعاد المسؤولية عن الاحتلال، ولقد استخدمت هذه الأفكار كوسيلة لإنكار الوجود الفعلي للشعب الفلسطيني، ولإجبار دول العالم على المشاركة في جريمة حصار الفلسطينيين وتجويعهم، وفي نزع الشرعية عن عمليات المقاومة خاصة إطلاق الصواريخ.
وهكذا يتم تبرير الاحتلال على المستوى الرمزي والثقافي، وتبرير العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني لذلك أدعو الصحفيين العرب إلى التفكير في استخدام المصطلحات والرموز والأفكار والخرافات التي تروجها إسرائيل، ومواجهة الحرب الثقافية التي تشنها إسرائيل على الأمة.
و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
نائب المدير 2- إدارة المنتدى
- عدد الرسائل : 214
العمر : 37
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 20/08/2008
نائب المدير- إدارة المنتدى
- عدد الرسائل : 667
العمر : 37
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى