لمحات من التاريخ الاسلامي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لمحات من التاريخ الاسلامي
عائشة تقول لمحمد : الله يسارع في هواك
فما هي دلالات مقولة كهذه؟
عائشة بنت أبي بكر، زوجة النبي، أم المؤمنين، أحب الناس إليه (عن عمرو بن العاص قال فأتيته فقلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قال أبو عيسى هذا حديث حسن – سنن الترمذي: 3885). أخذت من التاريخ الإسلامي الشيء الكثير وصورت بتناقض سواء من خلال مروياتها الخاصة أو مرويات أعدائها. يقول عنها نبي الإسلام محمد (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء)، ويروى معكوس ذلك تماما حيث يقترن قرن الشيطان بها في بعض الروايات (ها هنا الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان). قطعا، يرى فيها السنة المثالَ المحتذى تقوى وعلماً ومصاحبة لنبيهم، ويرى فيها الشيعة – خاصة المؤرخون الأول- عدو آل البيت، من خلال علاقتها غير الودية بعلي بن أبي طالب (الشيعة المعاصرون أكثر حذرا في التعامل مع الرموز السنية مما كان أسلافهم). تشكك النبي بها اثر حادثة الإفك، وتمزق بين التصديق والتكذيب، سال اقرب الناس إليه ابن عمه وربيبه وصديقه علي ذي التفكير الدقيق فأجابه إن باستطاعته أن يستبدلها ويتزوج غيرها. يعبر ذلك عن درجة ثقة علي بها وبنوع العاطفة التي يكنها تجاهها. وهي، من خلال وقعة الجمل، وروايات عديدة تعبر هي الأخرى عن المدى الذي وصلت إليه العلاقة بينهما حينما تنكر بشكل قطعي ما يشاع عن وصية محمد لعي بالخلافة تقول عن مسند حنبل ( ذكروا ثم عائشة ان عليا كان وصيا فقالت متى أوصي إليه فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت في حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات فمتى أوصى إليه).
عاشت مع الرسول. عرفته من الداخل، معرفة الزوجة للزوج، عاشرته، وتجسد أمامها إنسانا أكثر من كونه مقدسا.. تزوجته وهي صغيرة، كان عمرها تسع سنوات و توفي وهي في الثانية عشرة من عمرها، جميلة، مدللة أبيها ثم مدللة زوجها. فيها خرق الطفولة والمراهقة التي تتساوى عنده السماء بالأرض، المقدس والمدنس. في تتبع الفعل الطبيعي للطفل والمراهق مدخل عميق لدراسة عائشة كما هي لا كما ترسمها المرويات بشقيها المادحة لها أو المنتقصة منها.
بسببها نزلت آية عن موضوعة الإفك والكلام الذي دار عنها بخصوص علاقة مريبة بشخص يدعى صفوان بن المعطل السلمي ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا– سورة النور).
عرف عنها تمكن الغيرة منها في أكثر من حادثة، حسب ما تروي هي نفسها (عن عائشة قالت ثم ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط – صحيح مسلم 2435). وعرف عنها شدة الغضب. يروى في ذلك طلب زوجات النبي من ابنته فاطمة ان تذهب إليه وتطلب منه العدل في ابنة أبي قحافة، وبعد رفض النبي بالرفق لطلب زوجاته، عادت إحداهن إليه (زينب بنت جحش) وهو مع عائشة وأعادت الطلب نفسه، فتطاولت الألسن بينهما وانتصرت عائشة في الأخير على ضرتها ( ثم وقعت بي فاستطالت على وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر –صحيح البخاري 2442). عرف عنها أيضا جرأة جنسية غير محدودة حيث تروي عن أدق الدقائق الجنسية في حياة النبي التي يندر أن تروى من غير عائشة…تعبر مروياتها عن شخصية ايروتيكية تدور اهتماماتها بشكل كبير على الغريزة: ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال ثم نزل بعائشة ضيف فأمرت له بملحفة لها صفراء فنام فيها فاحتلم فاستحى ان يرسل بها وفيها أثر الاحتلام قال فغمسها في الماء ثم أرسل بها فقالت عائشة لم افسد علينا ثوبنا إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه لربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعي-مسند احمد-24204).
يحدث أن تغضب المراة من زوجها، ويغضب هو منها فيهجرها في المضاجع كما حدث لمحمد حينما اقسم أن يترك نساءه شهرا. وكأي علاقة بشرية فيها المد والجزر والسخط والرضا تروي عائشة قولها : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها إني اعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت قلت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إذا غضبت قلت يا محمد وإذا رضيت قلت يا رسول الله ) حيث يعكس هذا الحديث – عن مسند احمد 24058 – كنه العلاقة بين عائشة ومحمد، ومدى تعلقه بالفتاة الصغيرة المراهقة التي تنظر للنبوة من منظار مختلف عن التقديس الخارجي. ففي بيت النبوة، كما تروي عائشة نفسها، كانت تضرب الموسيقى مع بعض من النساء، وحينما نهرها أبوها، كان يضربها أحيانا، رد محمد بان لكل قوم عيدا كما يرد في الروايات.
ورغم كثرة اللمحات الأدبية التي يمكن قراءتها في سيرة عائشة إلا أن واحدا منها يعد الاعمق والأكثر إدهاشا. تذهب المرأة في العادة إلى محاولة التركيز على أهميتها من نواحي عدة، من ناحية جمالها وأناقتها ومن ناحية لطفها ومن ناحية إثارتها الجنسية. وقد قامت عائشة بكل هذه الأفعال. تقول (كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين 24065 – مسند احمد). أي أن بيتها مسجد ثان لا يقل أهمية عن مسجد النبي.. وهي بالتالي شخصية محبة للظهور ولتأكيد الأهمية وإعادة التأكيد.. يكفي للبرهنة على ذلك تعداد ياء النسب في مروياتها وكيف أن النبي فضلها على النساء جميعا كما فضل الثريد على سائر الطعام مما لا حصر له من المرويات. امرأة كهذه تنزل فيها آية تبرؤها، الزوجة البكر الوحيدة، الأجمل، الصديقة والابنة والحبيبة، سريعة الغضب، حينما ترى أن موقعها معرض للاهتزاز، وحينما تزداد شكوكها بزائرة جديدة لبيت النبوة، ستتخذ الموقف الإنساني الطبيعي. تعرف عائشة جيدا نكاح ما قبل الإسلام وتعرف ما أبقى محمد منه وما حرم، لكنها، مثل غيرها كثير تصدم وتفاجئ بشي خيالي، بعد تحديد الزواج بأربع نساء. المفاجأة هو استحداث نمط خاص بالنبي وحده وتشريعه إلهيا : (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا-الأحزاب 50).
اللمحة الأدبية تبدأ الآن: تعلم عائشة بالآية وبنية محمد للزواج من المراة الواهبة فتتحرك أنوثتها وقيمتها الذاتية إلى ابعد حد وتنسى المخاطب نبيا كان أم ملاكا.. تخاطب زوجها نبي الأمة وقائدها ومحول الصحراء إلى بذرة إمبراطورية ستغزو العالم بعد ذلك بقولها الخطر الذي يحمل إيحاء بالتطابق بين الله والهوى( أرى الله يسارع لك في هواك). فما وقع جملة كهذه على محمد؟ الجملة صادرة من أحب الناس إليه مشككة في جوهر دعوته متهمة إياه وهو الذي لا ينطق عن الهوى بتتبع الهوى. أي الاستحضارات غزته لحظة سماعها تنطق بما كان مشركو مكة يتهمون به النبي؟ ما التداعيات الآنية التي يمكن أن تنطلق من جملة أنثوية قاسية ورقيقة بركانية وحاسمة محبة ومبغضة كهذه؟
فما هي دلالات مقولة كهذه؟
عائشة بنت أبي بكر، زوجة النبي، أم المؤمنين، أحب الناس إليه (عن عمرو بن العاص قال فأتيته فقلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قال أبو عيسى هذا حديث حسن – سنن الترمذي: 3885). أخذت من التاريخ الإسلامي الشيء الكثير وصورت بتناقض سواء من خلال مروياتها الخاصة أو مرويات أعدائها. يقول عنها نبي الإسلام محمد (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء)، ويروى معكوس ذلك تماما حيث يقترن قرن الشيطان بها في بعض الروايات (ها هنا الفتنة ها هنا الفتنة ها هنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان). قطعا، يرى فيها السنة المثالَ المحتذى تقوى وعلماً ومصاحبة لنبيهم، ويرى فيها الشيعة – خاصة المؤرخون الأول- عدو آل البيت، من خلال علاقتها غير الودية بعلي بن أبي طالب (الشيعة المعاصرون أكثر حذرا في التعامل مع الرموز السنية مما كان أسلافهم). تشكك النبي بها اثر حادثة الإفك، وتمزق بين التصديق والتكذيب، سال اقرب الناس إليه ابن عمه وربيبه وصديقه علي ذي التفكير الدقيق فأجابه إن باستطاعته أن يستبدلها ويتزوج غيرها. يعبر ذلك عن درجة ثقة علي بها وبنوع العاطفة التي يكنها تجاهها. وهي، من خلال وقعة الجمل، وروايات عديدة تعبر هي الأخرى عن المدى الذي وصلت إليه العلاقة بينهما حينما تنكر بشكل قطعي ما يشاع عن وصية محمد لعي بالخلافة تقول عن مسند حنبل ( ذكروا ثم عائشة ان عليا كان وصيا فقالت متى أوصي إليه فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت في حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنه مات فمتى أوصى إليه).
عاشت مع الرسول. عرفته من الداخل، معرفة الزوجة للزوج، عاشرته، وتجسد أمامها إنسانا أكثر من كونه مقدسا.. تزوجته وهي صغيرة، كان عمرها تسع سنوات و توفي وهي في الثانية عشرة من عمرها، جميلة، مدللة أبيها ثم مدللة زوجها. فيها خرق الطفولة والمراهقة التي تتساوى عنده السماء بالأرض، المقدس والمدنس. في تتبع الفعل الطبيعي للطفل والمراهق مدخل عميق لدراسة عائشة كما هي لا كما ترسمها المرويات بشقيها المادحة لها أو المنتقصة منها.
بسببها نزلت آية عن موضوعة الإفك والكلام الذي دار عنها بخصوص علاقة مريبة بشخص يدعى صفوان بن المعطل السلمي ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ الله عَظِيمٌ مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا– سورة النور).
عرف عنها تمكن الغيرة منها في أكثر من حادثة، حسب ما تروي هي نفسها (عن عائشة قالت ثم ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها وما رأيتها قط – صحيح مسلم 2435). وعرف عنها شدة الغضب. يروى في ذلك طلب زوجات النبي من ابنته فاطمة ان تذهب إليه وتطلب منه العدل في ابنة أبي قحافة، وبعد رفض النبي بالرفق لطلب زوجاته، عادت إحداهن إليه (زينب بنت جحش) وهو مع عائشة وأعادت الطلب نفسه، فتطاولت الألسن بينهما وانتصرت عائشة في الأخير على ضرتها ( ثم وقعت بي فاستطالت على وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر –صحيح البخاري 2442). عرف عنها أيضا جرأة جنسية غير محدودة حيث تروي عن أدق الدقائق الجنسية في حياة النبي التي يندر أن تروى من غير عائشة…تعبر مروياتها عن شخصية ايروتيكية تدور اهتماماتها بشكل كبير على الغريزة: ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال ثم نزل بعائشة ضيف فأمرت له بملحفة لها صفراء فنام فيها فاحتلم فاستحى ان يرسل بها وفيها أثر الاحتلام قال فغمسها في الماء ثم أرسل بها فقالت عائشة لم افسد علينا ثوبنا إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه لربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعي-مسند احمد-24204).
يحدث أن تغضب المراة من زوجها، ويغضب هو منها فيهجرها في المضاجع كما حدث لمحمد حينما اقسم أن يترك نساءه شهرا. وكأي علاقة بشرية فيها المد والجزر والسخط والرضا تروي عائشة قولها : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها إني اعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت قلت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إذا غضبت قلت يا محمد وإذا رضيت قلت يا رسول الله ) حيث يعكس هذا الحديث – عن مسند احمد 24058 – كنه العلاقة بين عائشة ومحمد، ومدى تعلقه بالفتاة الصغيرة المراهقة التي تنظر للنبوة من منظار مختلف عن التقديس الخارجي. ففي بيت النبوة، كما تروي عائشة نفسها، كانت تضرب الموسيقى مع بعض من النساء، وحينما نهرها أبوها، كان يضربها أحيانا، رد محمد بان لكل قوم عيدا كما يرد في الروايات.
ورغم كثرة اللمحات الأدبية التي يمكن قراءتها في سيرة عائشة إلا أن واحدا منها يعد الاعمق والأكثر إدهاشا. تذهب المرأة في العادة إلى محاولة التركيز على أهميتها من نواحي عدة، من ناحية جمالها وأناقتها ومن ناحية لطفها ومن ناحية إثارتها الجنسية. وقد قامت عائشة بكل هذه الأفعال. تقول (كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين 24065 – مسند احمد). أي أن بيتها مسجد ثان لا يقل أهمية عن مسجد النبي.. وهي بالتالي شخصية محبة للظهور ولتأكيد الأهمية وإعادة التأكيد.. يكفي للبرهنة على ذلك تعداد ياء النسب في مروياتها وكيف أن النبي فضلها على النساء جميعا كما فضل الثريد على سائر الطعام مما لا حصر له من المرويات. امرأة كهذه تنزل فيها آية تبرؤها، الزوجة البكر الوحيدة، الأجمل، الصديقة والابنة والحبيبة، سريعة الغضب، حينما ترى أن موقعها معرض للاهتزاز، وحينما تزداد شكوكها بزائرة جديدة لبيت النبوة، ستتخذ الموقف الإنساني الطبيعي. تعرف عائشة جيدا نكاح ما قبل الإسلام وتعرف ما أبقى محمد منه وما حرم، لكنها، مثل غيرها كثير تصدم وتفاجئ بشي خيالي، بعد تحديد الزواج بأربع نساء. المفاجأة هو استحداث نمط خاص بالنبي وحده وتشريعه إلهيا : (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا-الأحزاب 50).
اللمحة الأدبية تبدأ الآن: تعلم عائشة بالآية وبنية محمد للزواج من المراة الواهبة فتتحرك أنوثتها وقيمتها الذاتية إلى ابعد حد وتنسى المخاطب نبيا كان أم ملاكا.. تخاطب زوجها نبي الأمة وقائدها ومحول الصحراء إلى بذرة إمبراطورية ستغزو العالم بعد ذلك بقولها الخطر الذي يحمل إيحاء بالتطابق بين الله والهوى( أرى الله يسارع لك في هواك). فما وقع جملة كهذه على محمد؟ الجملة صادرة من أحب الناس إليه مشككة في جوهر دعوته متهمة إياه وهو الذي لا ينطق عن الهوى بتتبع الهوى. أي الاستحضارات غزته لحظة سماعها تنطق بما كان مشركو مكة يتهمون به النبي؟ ما التداعيات الآنية التي يمكن أن تنطلق من جملة أنثوية قاسية ورقيقة بركانية وحاسمة محبة ومبغضة كهذه؟
نائب المدير 2- إدارة المنتدى
- عدد الرسائل : 214
العمر : 37
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 20/08/2008
نائب المدير- إدارة المنتدى
- عدد الرسائل : 667
العمر : 37
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 15/08/2008
رد لمحات من التاريخ الإسلامي
مشكور اخي على المرور
حمزة روبينيو- عضو حيوي
- عدد الرسائل : 57
العمر : 36
المزاج : مرح
تاريخ التسجيل : 23/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى