منتدى المعرفة للعرب والمسلمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مختارات من رسائل المجموعات البريدية

اذهب الى الأسفل

منقول مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الثلاثاء يناير 11 2011, 20:52

مختارات من رسائل المجموعات البريدية


كنا قد نشرنا في بعض المنتديات مختارات من رسائل" مجموعة طالب عوض الله البريدية " و " رسائل مجموعة أحباب الله البريدية " المختارة، وقد اقترح علينا أحد الأخوة مشكورا أن نفرد للرسائل المختارة بابا ينشر فيه كل ما نختار من الرسائل، وقد رأينا وجاهة وجهة نظره، فنبتدأ بنشر كافة المختارات في هذا الباب، راجيا من الأخوة في هيئة الاشراف تثبيت هذا الموضوع ضمن المكان المخصص وبارك الله فيكم. وقد تم اختيار رسالة الأستاذ راغب شعبان أبو شامه ( ومن أعرض عن ذكري ) وسنقوم تباعا بمشيئة الله تعالى باختيار المواضيع الهامة في رسائل المجموعة، علماً بأن الرسائل تنشر في مجموعة طالب عوض الله البريدية وفي مجموعة أحباب الله البريدية
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الثلاثاء يناير 11 2011, 21:02

ومن أعرض عن ذكري



بقلم : الأستاذ راغب شعبان أبو شامه



الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله الذي وهب لنا من لدنه رحمة وجعلنا من حملة رسالته وهديه للعالمين أجمعين ، الحمد لله الذي ثبّتنا على طاعته وأعاننا على نبذ عصاته ومعصيته، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ، سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، حمل الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة، وعلى آله وصحابته الأبرار الأطهار الأخيار ، الذين بذلوا المهج والأرواح لإظهار هذا الدين وأهله وإعزاز هذا الدين وأهله ، وماتوا وهم على ذلك ، لربهم طائعون ، ولدينه ورسالته مبلغون ، ولشرعه مطبقون، وتقبل ربّي أعمال من سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدّين ، ومكنهم مما مكنت به عبدك ونبيك في الأرض ، واجعلهم خير خلف لخير سلف،، فسبحانك ربي لا إله إلا أنت ،،، يا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم إن جعلكم أمة القران الذي أنزله الله تعالى مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه من رسله ليبينه لامته الذين اصطفاهم من الأمم أن كتابكم أعظم الكتب وان رسولكم أفضل الرسل وان دينكم أقوم الأديان وإنكم خير أمة أخرجت للناس فاشكروا الله على هذه النعمة واعرفوا قدرها وقوموا بواجبها فان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وإنّ من نعمة الله عليكم أن انزل هذا القران الكريم على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم ليبين للناس منزل عليهم ولعلهم يتفكرون ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِه )ِ ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه تبيان لكل شئ وموعظة وشفاء لما في الصدور و مصدق لما بين يديه من الكتب ومهيمن عليه، وقال عز وجل فيه: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود والأشبه انه موقوف على ابن مسعود ( إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القران حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب و لا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترداد ) أيها المسلمون إن هذا القران مجدكم انه مجد هذه الأمة وعزها وكرامتها وسعادتها في الدنيا والآخرة من طلب المجد بغيره خذل ومن طلب العزة بغيره ذل ومن طلب الكرامة بدونه أهين ومن طلب السعادة بسواه شقي إن هذا لهو الحق واستمعوا إلى قول الله عز وجل: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ جاء في تفسير ابن كثير: ومن أعرض عن ذكري" أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال: الشقاء. وما حال المسلمين الذي هم عليه منذ أن غّيّبت أحكام الله تبارك وتعالى إلا دليلا على أن المسلمين لا فلاح ولا نجاح ولا عزّة ولا كرامة لهم في دينهم ولا دنياهم إلا جعلوا دين الله وأحكامه نبراسا لهم في كل فعل أو قول، فالناس كانوا في ذلة فأعزّهم الله بدينه، فما أن تركوه واحتكموا إلي غيره أذلهم ربّ العزّة والجبروت، ورحم الله سيّد قطب حيث قال: (من ترك شيئا من أمور الشرع أحوجه الله إليه).فقد تركنا ما فيه الأمان فعشنا في خوف، وتركنا ما فيه الطمأنينة فعشنا في قلق واضطراب عظيمين، وتركنا ما فيه العزّة فصرنا في ذيل القافلة يسودنا عّبّاد البقر الحجر والشجر ويقودنا الأراذل من الناس . فتلك قاهرة المعزّ لا أمن ولا أمان، كثر فيها الفقر والحرمان وملاحقة أهل الشهادتين، وتلك الشيشان تُهتك الأعراض فيها وتراق الدماء، وفي كوسوفا وكشمير والصين يّسام المسلمون كلّ أنواع الشقاء والعذاب.. وهاهي فلسطين قبل من قبل من أهلها حلول الخنوع واتفاقيات الذلة والمهانة فكان حالنا فيها كما نعلم ونرى: ذلّ ومهانة وتضييع للكرامة بعد التنازل والتفريط في جلّها لبني يهود وعندما يحتار المسلمون فيها ويسيروا على غير هدى وبصيرة تراهم يلتمسون الحلول لقضاياهم عند أصحاب الشرعة الدولية ومجلس أمنهم، فهل نسيتم أم تناسيتم أن من تبتغون الحلول عندهم هم ذاتهم من قتلوا وهتكوا وأهانوا وأذلوا كل من قال بكفرهم ولم يسع سعيهم وعارضهم ولم يقبل بهم أربابا من دون الله؟ أليس الغرب كلّه مجمع على قتل المسلمين أو السكوت عنه على أقل التقدير؟ أليس الغرب هو الذي أهان نبيّ الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه وأوغل في سبّه وشتمه؟ ثم نسمع أصواتا من هنا وأصواتا تجيبها من هناك تطالب بالحلول بناء على الشرعة الدولية وقوانينها؟ فهل يّلتمس العدل عند ظالم؟ وهل يُلتمس طري الصلاح عند أهل الكفر والضلال؟ أم تُلتمس العزّة والكرامةُ عند من لا دين ولا خلاق له؟ أيها الكرام: فلسطين وأهل فلسطين هم كما باقي بلاد المسلمين هي نقاط صراع ومصالح، نقاط صراع بين أهل الكفر مجتمعين وبين الإسلام ونقاط مصالح بين دول الكفر بعضها البعض أيّها يسودُ فيها وينهبُ من خيراتها على حساب أهلها ودمائهم وأعراضهم!! ولا يُنكر ذلك إلا من أراد أن يُغطي الشمس بالغربال والأدهى من ذلك والأمرّ أن من أعانهم ويعينهم على غايتهم تلك عالما أو جاهلا هم بعض أبناء المسلمين ذلك بأنهم يُطالبون بالحلول الغربية ويستدعونها ناسين أو متناسين قول الله تبارك في علاه ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ولا تعنينا ال،ائع ولا الحجج عند من أرادوا أن يلتصقوا بالواقع فما عادوا يستطيعون رفع رؤوسهم ليروا بنور الله تبارك في علاه، وكان الواجب عليهم حين سمعوا دعوة الحق من دعاة الحق أن يلتزموها ويأخذوا بها إن كانوا يريدون الحقّ واتّباعه…: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الإخوة الكرام،، مرّت فلسطين بما علمتم وتعلمون من خطط ومؤامرات واتفاقيات وتفاهمات، فمنها على سبيل المثال لا الحصر إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية التي وضُحت أهدافها وبان عوارها، وقبلت- إن لم يكن هذا أصل عملها- بالتفريط في جلّ فلسطين لبني يهود ثم توالت الأحداث ليعلم بعدها القاصي والداني أن من ادعوا تحرير البلاد والعباد أوغلوا في تسليم البلاد لأعدائها وكانت الدماء الزكية الطاهرة وسيلة للتعمية على الناس ليصل أولئك المفرطون إلى ما يريدون من إتمام البيع والتفريط وبين الأولى والثانية لقاءات واتفاقيات فمن أوسلو إلى كامب ديفيد إلى طابا فشرم الشيخ وغيره ثم انتقلوا إلى مرحلة قديمة بحلة جديدة مبهرجة علّ الناس يقبلوا بها، فدعوا إلى انتخابات ديمقراطية في فلسطين المحتلة الأسيرة فاقدة الإرادة والسيادة والحياة..فانبرى المخلصون يرفعون الصوت عاليا محذّرين ومنبهين من الفخ الذي نُصب والشرك الذي دُبّر بليل لفلسطين وأهلها، مبينين خطر الأمر وسوء العاقبة، فسمع من سمع وأدبر من أدبر وعاند من عاند، غير أن الإدبار والعناد لو كانا في سبيل الله وغضبة لله لكان خيرا، إلا أنهما ما كانا إلا رغبة وطمعا رغبة بالتغيير وطمعا بالحصول على شيء من الفتات الذي أذن لهم به بنو يهود، فلا الطمع كان بناء على شرع الله، ولا التغيير أُسّس على أحكام الله تبارك في علاه علماً أو جهلاً فلبس الناس لبوس البؤس والعناء والشقاء أكثر مما كانوا فيه، وكيف لا وقد جانبوا الحق ووضعوه خلف ظهورهم واتبعوا أهواءهم؟ وأوغل بنوا يهود في ظلمهم وغيّهم وطغيانهم أكثر مما كانوا عليه، ولا يُستغربُ ذلك منهم فقد صدق فيهم ربنا تبارك في علاه ولا زال الناصحون لدين الله يجهرون بالحق ويصدعون به ناصحين مخلصين، نبراسهم ما قال صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو تقصرنه على الحق قصراً» (أبو داود والترمذي وابن ماجه) لا يخشون في الله لومة لائم ثم ينتقل أهل فلسطين اليوم إلى مرحلة أخرى من مراحل اللعبة السياسية متمثلة بتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية بناء على ما أطلق عليه ( وثيقة الأسرى ) التي دار جدل كبير حولها، ومعلوم من بنودها أن الاعتراف ببني يهود على أرض فلسطين هو أساسها ولا يعنينا زخرفُ القول فيها وبناء عليها سيعود الطرفان المتخاصمان المتنازعان ليتفقا على حكومة واحدة تجمعهم، ولا تقوم على أسس شرعية!! ألم يكن سبب الفراق بداية هو الإصلاح ومحاربة الفساد والنهوض بفلسطين وأهلها والخروج من الظلمات التي وضعهم فيها من كانوا على رأس السلطة؟؟ فما الجامع بينهم وأين الوعود والتمنيات أيها المسلمون؟ أين ما كانوا يصدحون به ويعدون بأن يكون!! فكيف يجتمع الغث والسمين، وكيف يجتمع داعي الخير وداعي الشرّ وكيف؟؟ إن شكل حكومة الوحدة الوطنية أو أيّ شكل كان لهذه الحكومة تحت ظّلّ الاحتلال وحرابه، ما هي إلا محاولة للخروج من المآزق التي كانت والتي ستبقى والتي جلبها إلينا من ارتضوا بالذلّ والخنوع وبيع آخرتهم بدنيا غيرهم وهاهم ينتقلون بفلسطين وأهلها من نفق إلى نفق، ومن مستنقع إلى آخر أسوأ منه، ويوغلون في بيع الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على ترابها كما يوغلون اليوم ببيع الأعراض والتخلي عن العفة والأخلاق برعايتهم وتشجيعهم للتعرّي والفساد تحت ما يسمى بمسابقات عرض الأزياء في فلسطين !! وكأنّ فلسطين وأهلها يراد لهم أن يرقصوا ويغنوا على جراحاتهم وعظيم معاناتهم وينسوا أصل قضيتهم وهي غياب شرع الله عنهم وعن بلادهم كما عن باقي بلاد المسلمين وما ذلك إلا لأن الحلول عندهم كلها قائمة على غير هدى وعلى غير شريعة الحق تبارك في علاه، وتذكروا قول سيدنا عمر حين قال( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله واعلموا أن الإسلام، أن دين الله يأمر المسلمين أن يقيموا الدولة الإسلامية التي تجمع المسلمين كلهم تحت راية إمام واحد يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، واعلموا أن عذر العجز عن القيام بحكم الله هذه لا يبيح لمسلم أن يعصيه في البحث عن حلول غيره. فإن الله لا يُعبدُ من حيثُ يُعصى نصحناهم وما زلنا لهم من الناصحين أن أخرجوا أنفسكم من هذه الظلمات التي بعضها فوق بعض والتي لن تستطيعوا أن تروا النور من خلاها فالشرّ كلّ الشر في ثناياها، من فوقها ومن تحتها، فما كان قائما على شرعة الناس لا فلاح فيه، فما بالكم بما هو قائم على أساس شريعة الغرب كيف ستكون عاقبته بالله عليكم؟؟ أسسوا أعمالكم أيها المسلمون على التقوى فهي خير، وانبذوا ما كان من غير دين الله فلن يوصلكم إلا لجرف هاو!! يقول تعالى: ﴿وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً﴾ [الجن/16] وأختم بحديث عن حذيفة بن اليمان رضي اله عنه قال ((كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهليه وشر فجاءنا الله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال :نعم قلت: هل بعد ذالك الشر خير قال: نعم وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت :فهل بعد ذالك الخير من شر؟ قال: نعم دعاه إلي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صفهم لنا فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت:فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعه ولا أمام؟ قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك. والحمد لله رب العالمين


راغب أبو شامه
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الثلاثاء يناير 11 2011, 21:04

الحاقدون المفترون هم جزء من الفتنة والامتحان
بقلم : حاتم ناصر الشرباتي





قال تعالى: (اللهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالتي لمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ التي قضى عَليْها المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أجَلٍ مُسَمىً إنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِقوْمٍ يَتفكرونَ)[[1]]
إنَّ قصة الفتية الذين فروا بدينهم من بطش وجبروت الطغاة، هي قصة تتكرر كل يوم وفي كل مكان، وفي كل الأمم والشعوب والأقوام. (إنَ أصحاب المبادئ والمعتقدات الصحيحة في كرب وشدّة وبلاء دائم، منذ أن خلقَ اللهُ الخلقَ إلى يومنا هذا، وذلك أنّه ما من أمة أو شعب أو قوم إلآ ولهم عقائد يعتنقونها، وأفكار يحملونها، وأحكام ينظمون بها أمورهم، إرتضوا لأنفسهم هذه العقائد والأفكار والأحكام وألفوها على مرور الزمن، واستعدوا للدفاع عنها، وذلك أنها غدت جزءاً من حياتهم، وهذه سنة الله في خلقه لم تتخلف في الأمم والشعوب والأقوام، لــــذا فإنّه ما من نبي أو رسول جاء لقومه بعقائد وأفكار وأحكام جديدة مغايرة لما هم عليه إلا ورفضوه وما يدعوهم إليه، وكذبوه وآذوه، فنال كل نبي أو رسول من صنوف الأذى وألوان العذاب ما نجده في كتاب الله تعالى: (وَلقدْ كذِبَتْ رُسُلٌ مِنْ قبْلِكَ فصَبَروا عَلى ما كذِبوا وأوذوا حَتى أتاهُمْ نصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكلِماتِ اللهِ وَلقدْ جاءَكَ مِنْ نبَإى المُرْسَلينَ)[[2]] وحيث أنَّ أتباع الأنبياء والرُّسُل يحملون الدعوات من بعدهم، فهم كذلك يتعرضون للأذى والتعذيب)[[3]] قال تعالى: (وَالسَمآءِ ذاتِ البُروجِ ! وَاليَوْمِ المَوْعودِ ! وَشاهِدٍ وَمَشْهودٍ ! قتِلَ أصْحابُ الأُخدودِ ! النّارِ ذاتِ الوُقودِ ! إذ هُمْ عَليْها قعودٌ ! وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ ! وَما نقموا مِنْهُمْ إلآ أنْ يُؤمِنوا بِاللهِ العَزيزِ الحَميدِ ! الذي لَهُ مُلكُ السَمَواتِ والأرْضِ واللهُ على كُلِ شَئٍ شَهيدٌ ! إنَّ الذينَ فتنوا المؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ثمَّ لمْ يَتوبوا فلهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلهُمْ عَذابَ الحَريقَ !)[[4]] (ولما جاء في الحديث الشريف عن خباب بن الأرت : (... قال: كان الرجل قبلكم يُحفر له في الأرض، ويجعل فيه فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بإثنتين، وما يصدّه ذلك عن دينه، ويمشّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه... )[[5]] فحامل المبدأ الصحيح مشعل هداية للناس من رسل وأنبياء أو من أتباعهم ومن إهتدى بهديهم وسار على نهجهم، فإنه لا يهادن ولا ينافق، ولا يخضع لضغوط الإمتحان والفتنة.)[[6]]
وقد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونال أصحابه من أذى قريش وقبائل العرب ماهو معروف ومشهور، لكنّ الأنبياء والرُّسُل وكذلك أتباعهم من بعدهم ما كانوا ليتركوا حمل الدّعوة وتليغ الشَّرائع والأحكام خضوعاَ للعذاب والأذى، بل كانوا يصبرون ويصبرون على ما يلاقونه حتى يحكم الله بينهم وبين أقوامهم، وما عُرفَ أنّ نبياً أو رسولاً أو أتباع نبي أو رسول تركوا حمل الدّعوة وتخلوا عن حمل الأمانة خضوعاً للإمتحان والتعذيب، فالصبر على العذاب والأذى سنة لا تتخلف في كل من يحمل الدّعوة الحق من أنبياء ورسل واتباعٌ على مر العصور والدّهور).[[7]]
(إنَّ حمل الدّعوة يعني بالتأكيد ضرب العقائد والأفكار والأحكام المألوفة لدى الناس، واستبدال عقائد وأفكار وأحكام أخرى بها، كما يعني التعرض للأذى والعقاب والإمتحان والفتنة، وما يجب حياله من التحلي بالصبر وتحمل المكاره، وانتظار الفرج من رب العالمين. فالبلاء والعذاب أمران لا بد من حصولهما أثناء حمل الدّعوة، كما أنّ الصبر والتحمل أمران لا بد من وجودهما لدى حامل الدّعوة، وعندما تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للتعذيب من أهل الطائف توجه إلى ربه داعياً مبتهلاً، كما روى محمد بن كعب القرظي):[[8]]
(اللهم إليك أشكوا ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين: أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتهجمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل علي غضبك..)[[9]]
(إنّ الفتنة والإمتحان التي يتعرض لها حملة الدّعوة كانت وتكررت وستكون وتتكرر، فما دام تعاقب الليل والنهار فسيكون هناك جلادون ومن يجلدون، وحامل الدّعوة يتحدى ولا بد الجلادين العُتاه، يتحدى المجتمع "وقادته والناس كافة" بعقائده وأفكاره ومفاهيمه وأحكامه وأعرافه وتقاليده، كما يتحدى الحكام والجلادين، ثابتاً على المبدأ، مسفهاً العقائد والأفكار والأحكام والمفاهيم والعادات والأعراف، صابراً على الأذى والعذاب والبلاء الذي سيتعرض له نتيجة ثباته على المبدأ. لذا فقد صنفه الرسول صلى الله عليه وسلم في صف واحد مع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، مصداقاً لقوله تعالى: (كُلُ نَفسٍ ذائِقةُ المَوْتِ وَإنّما توَفونَ أُجورَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَاُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وَما الحَياةُ الدنيا إلآ مَتاعُ الغُرورِ)[[10]]
وحتى يتم أمر الله تعالى فإنّ الأعداء يفتحون السجون والمعتقلات، ويشهرون العصي والسياط، ويحاربون حملة الدعوة بقطع الأرزاق وحتى بقطع الأعناق، يعلنون الحرب على حملة الدعوة في كل المجالات، ليحولوا بينهم وبين حمل الدعوة والثبات عليه والإستمرار فيه ، فَمَنْ فتِنَ ومن ترك حمل الدعوة استجابة للضغوط فقد سقط، وحقق المفتون والساقط لأعداء الدعوة وأعداء الله ما يصبون إليه ويطمحون فيه.)[[11]]
(وكما ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة وعلى حملها، فقد ثبت صحابته رضوان الله عليهم ثباتاً لا نظير له، والأمثلة على ذلك كثيرةً ومعروفة ومشهورة، وما قصة تعذيب بلال في بطحاء مكة وثباته على الحق، وما قصة آل ياسر وتعذيبهم برمضاء مكة وصبرهم بخافية على أحد، وكتب السيرة تقص علينا قصص ثباتهم على حمل الدعوة، كما تقص علينا أساليب التعذيب التي استعملها طغاة مكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته من بعده.)[[12]]
وكما ثبت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته على المبدأ فلم يهنوا ولم يضعفوا، فكان منهم بلال وآل ياسر وسمية وخبيب وغيرهم صابرين محتسبين، فقد ثبت قبلهم فتية الأخدود كما أعلمنا الله في سورة البروج، الذين صبروا على العذاب وثبتوا على المبدأ حتى فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها مستبشرة بلقائه، وقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج صادقة من الثبات على الحق، وهم أصحاب عيسى بن مريم عليه وعليهم السلام الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، فلم يهنوا ولم يُفتنوا، بل صبروا وثبتوا.
كما أن ممن ثبت على المبدأ أخوة لنا عذبوا حتى الموت فلو يهنوا ولم يضعفوا، لا بل صبروا وصمدوا محتسبين حتى فاضت أرواحهم الطاهرة الزكية إلى بارئها مستبشرة بلقائه، كما حصل مع العلامة "سيد قطب" ومن سبقه من قتلى الثبات على المبدأ الحق ومن لحقهم بعد ذلك من إخوانهم الذين استشهدوا على يد عبد الناصر وخلفائه من حكام مصر. وكما حصل مع قتيل الثبات على المبدأ الحق "عبد الغني الملاح" الذي استشهد عام 1963 في بغداد تحت تعذيب حكام البعث له. وكذلك "ناصر سريس وبديع حسن بدر" ورفاقهم من شهداء الثبات على المبدأ الذين قتلهم وسحلهم في الشوارع طاغية ليبيا معمر القذافي. والمهندس "ماهر الشهبندر" ورفاقه من الشهداء الذين قتلهم طاغية العراق صدام حسين.. ولا يغيب عن البال الفتنة الكبرى التي تظهر في السجن والتعذيب والقتل والتنكيل بجثث الشهداء في سجون طاغية أوزباكستان ودول وادي فرغال. واستهداف المجاهدين من شباب حزب التحرير في العراق بالخطف والقتل والتنكيل بالجثث..... كل هؤلاء وغيرهم كثير ممن سبقهم ومن أتى بعدهم، لقوا ربهم وهم على عهدهم لم يتزعزع لهم إيمان، ولم تلن لهم قناة، ولم يحنوا هاماتهم للطغاة، لم يُفتنوا بل اختاروا الثبات على المبدأ والتحدي به. اليست كل نفس ذائقة الموت؟ أليس لكل أجل كتاب؟
كما أنّ اخواناً لنا كانوا ولا يزالوا متعرضين للفتنة والإمتحان، يلاقون كل أصناف الفتن والعذاب في سجون الطغاة في اوزباكستان، وفي سجون رعاة البقر الأمريكان في معتقلات غوانتنامو في كوبا، وفي كل مكان، فمنهم من قضى نحبه شهيداً صابراً محتسباً، ومنهم من ينتظر ثابتاً على المبدأ متحدياً الطغاة. وأخيراً إخواننا الملتجئون للكهوف والمغر في أفغانستان الصابرة، والحرب الصليبية الغاشمة التي تصب عليهم حمم الموت والعذاب والإبادة، صابرين محتسبين غير مفتونين متحدون أصحاب الفيل وحلفائهم من شرار الناس، لم يخضعوا ولم تلن لهم قناة. قال تعالى: (مِنَ المُؤمنونَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا الله عَليْه فمِنْهُمْ مَن قضى نحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتظِرُ وَما بَدّلوا تبْديلاً)[[13]]
وفي الوقت الذي يتعرض له حملة الدعوة للفتنة والامتحان والقتل والتعذيب والسجون والمطاردة في كافة بلاد العالم الاسلامي فيتعرض حملة الدعوة لفتنة أشد وطئة وهي قيام نفر مضلل من أبناء الأمة بمهاجمة حملة الدعوة والتشهير بهم ومحاولة النيل منهم بالكذب وتأليف الكتب واطلاق الاشاعات المغرضة مما يلفت النظر لعمالة هؤلاء المرتزقة لأعداء الله وقبولهم أن يكونوا أعوانا لأهل الكفر على حملة الدعوة، مما توقعه الحزب في كتابه ( مفاهيم حزب التحرير ) المطبوع عام 1953 :



والكفاح السياسي يقتضي أن نعلم أن الاستعماريين الغربيين ولا سيما البريطانيين والأمريكان يعمدون في كل بلد مستعمر إلى مساعدة عملائهم من الرجعيين الظلاميين ، ومن المروجين لسياستهم وقيادتهم الفكرية ، ومن الفئات الحاكمة ، فيهرعون إلى إسداء المعونة لهؤلاء العملاء في مختلف الأقاليم ، لوقف هذه الحركة الإسلامية ، وسيمدونهم بالمال ، وغير المال ، وبكافة القوى التي تلزمهم للقضاء عليها ، وسيقوم الاستعمار مع عملائه بحمل علم الدعاية ضد هذه الحركة التحريرية الإسلامية ، باتهامها بمختلف التهم : بأنها مأجورة للاستعمار ، ومثيرة للفتن الداخلية ، وساعية لتأليب العالم ضد المسلمين ، وبأنها تخالف الإسلام ، وما شابه ذلك من التهم . ولهذا يجب أن يكون المكافحون واعين على السياسية الاستعماريـة ، وعلى أساليبها ، حتى يكشفوا خططها الاستعمارية داخليا وخارجيا في حينها ، لأن كشف خطط الاستعمار في حينها يعتبر من أهم أنواع الكفاح
.(14)
[1] الزمر: ( 42 ).
[2] الأنعام: ( 34 ).
[3] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (100-101)، بتصرف.
[4] البروج: ( 1 – 10 ).
[5] رواه البخاري وأحمد و النسائي و أبو داوود.
[6] المصدر السابق، بتصرف.
[7] المصدر السابق، الصفحات ( 102 – 106 )، بتصرف.
[8] عويضه – محمود عبد اللطيف، حمل الدعوة – واجبات وصفات -، الصفحات (102-106)، بتصرف.
[9] رواه أبن هشام في السيرة، ورواه البغوي في التفسير، ورواه الطبراني في المعجم الكبير عن طريق عبد الله بن جعفر.
[10] آل عمران: ( 185 ).
[11] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، بتصرف.
[12] المصدر السابق، صفحه ( 113 )، بتصرف.
[13] الأحزاب: ( 23 ).
(14 ) مفاهيم حزب التحرير

[size="6"]منقول بتصرف عن كتاب : موسوعة الخلق والنشوء – حاتم ناصر الشرباتي[/size]


طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الأربعاء يناير 12 2011, 13:30



الماسونية: تأقلم وجه الإستعمار مع العولمة

برنامج وثائقي يكشف لأول مرة كواليس علاقات فرنسا بحكام إفريقيا ثم تطوره مع العولمة

فرنسافريك-Françafrique- هو إسم العلاقة التي تربط فرنسا بالمستعمرات الإفريقية منذ الخروج العسكري الفرنسي الظاهري منها إلى حدود اليوم. كذلك فرنسافريك هو إسم خلية تقيم مع الرئيس الفرنسي في قصره منذ شارل ديغول، وهي تختلف عن وزارة الخارجية، شؤونها: إفريقيا. وأنشطتها سرية كواليسية بين الإيليزي وقصور الأنظمة الإفريقية. ويمكن تصوير ذلك بأن Françafrique كانت الرئاسة الفعلية لأفريقيا والإرادة الفرنسية فيها.

نفس هذا المصطلح، هو عنوان البرنامج الوثائقي الذي تم بثه على جزئين على القناة الثانية الفرنسية -France 2- لأول مرة التاسع والسادس عشر من ديسمبر 2010. وسيخرج في شكل قرص دي في دي في العشرين من الشهر الجاري. ويكشف البرنامج كواليس تلك العلاقة السفاحية وأسرار التغيرات السياسية في إفريقيا منذ خمسين سنة تشمل حتى الصراع الأخير والمستمر في ساحل العاج بعد انتخاب وتارة. وذلك من خلال شهادات صانعي وصائني تلك العلاقة وصور وأفلام من الكواليس.

ويبرز الفلم أن فرنسا قد دأبت منذ ديغول على جعل خلية خاصة في قصر الإيليزي مهمتها الشؤون الإفريقية والإتصال الأسبوعي المباشر بقادة المستعمرات الإفريقية عن طريق مستشاريي تلك الخلية الذين يلعبون في الظل التام دور همزة الوصل بين الحاكم الفعلي الفرنسي والبيادق الإفريقية في قصورها. وقد كان إسم الرئيس القادم لدولة ما، يتم إختياره في إطار الخلية نفسها. وكانت الإنقلابات العسكرية تخطط فيها وتقوم بنفسها بأساليب عملية سرية لها كل الأضواء الخضراء بتأهيل فوج من الفرق الخاصة لتنصيب البيدق الجديد. وكم رأينا من انقلابات بدون إراقة دماء! لعل أشهرها، بوكاسا، رئيس أفريقيا الوسطى الذي أعلن نفسه إمبراطوراً، فتخيرت الخلية مرشحاً لخلافته من ضمن ثلاثة أسماء، ثم ترقبت الخلية لحظة زيارته إلى ليبيا وحملت الرئيس الجديد على متن فوج طائر من الكوماندوس من باريس لتحط به فوق عرش الإمبراطور بوكاسا، رئيساً جديدة لإفريقيا الوسطى! ورأس عملها كان الحفاظ على المصالح الإقتصادية الفرنسية في مستعمراتها الإفريقية. فكانت الشركات الفرنسية في النفط والمعادن تعادل دولاً بحالها داخل إفريقيا وكانت لها مخابراتها الخاصة بها ولا يجتمع رئيسها إلا برئيس الدولة! -كم رأينا من هذه المشاهد!-. فكانت إفريقيا حضيرة محصنة خاصة لحساب فرنسا دون غيرها من الدول. لها النفط وخيرات أرض إفريقيا بلا اثمان تقريباً، إلا ما يعادل نصيب البيدق الذي وضعوه على الكرسي، حتى أن "أثرى" المستعمرات وهو الغابون قد كان مديناً لفرنسا، وكان يلح في سؤال تخفيض ديونه، إلى أن تم له ذلك اثر إنتخاب ساركوزي ودعوته بعد أيام فقط من إنتخابه لعمر بانغو إلى زيارته إلى الإيليزي فأسقط عنه 20%. ويرى مراقبون أن ذلك لم يكن مجانياً وإنما ثمناً لتبرعات بانغو وبعض القادة الأفارقة الآخرين، دعماً لحملة ساركوزي. وهو ما يشكل بوادر فضيحة جديدة لساركوزي في الأفق.

ورغم أن طبيعة الخلية وطبيعة عملها يخص المستعمرات الإفريقية بما فيها المغرب الإسلامي، والشهادات هي شهادات عامة لا تخصيص فيها، إلا أن البرنامج قد تعمد تغييب الأحداث التي تخص المغرب الإسلامي، ربما تخوفاً من انعكاسات ذلك على الوضع الهش لأنظمة منطقة قريبة جغرافياً من فرنسا وتخوفاً من تفاعله مع الوضع السياسي المحلي، وأهم من كل ذلك تفادياً للإلقاء بهدية لخصوم الأنظمة، الذين هم أنفسهم خصوم فرنسا وخصوم الإستخراب بشكل عام، وخاصة الجديين منهم.

في المقابل لم يتردد معد البرنامج في شمول حالة ساحل العاج الساخنة، فساركوزي لا يريد جباجبو ويريده الرحيل. وقد كان للبرنامج تأثير مباشر على مزيد تصلب جبهة الوطنيين الشباب التي تساند جباجبو. فقد اشترت مؤسة الإذاعة والتلفزة لساحل العاج وهي تحت سيطرة جباجبو حقوق بث البرنامج وراحت تبثه بإستمرار لتحريض العاجيين على فرنسا التي هي نفسها من نصب من قبل علي بانجو على الغابون مكان والده عمر بانجو -بعد موته- رغم خسارته في الإنتخابات. ويريد جباجبو من خلال بث هذا الفلم، الإنتفاع من دور فرنسا المؤكد في الفلم في تنصيب رئيس الغابون الجديد رغم خسارته في الإنتخابات، لتصوير وتارة بأنه إبن فرنسا وتصوير نفسه أنه مقاوم لها… وكأن جباجبو لا يدرك التحول الذي طرأ على طبيعة العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها، منذ قدوم ساركوزي الأمريكي في زمن العولمة وتكليفه الطائفة الماسونية بخلية فرنسافيرك في الإيليزي عن طلب من عمر بانجو -رئيس الغابون- قبل موته.

ولكن البرنامج يبرز كذلك أن العلاقة كانت، كما يقول البيادق أنفسهم "متبادلة". ويبدو واضحاً أنه لا يستهدف بشكل خاص إبراز السيطرة الإستعمارية التي استمرت بعد الخروج العسكري عن طريق خلية فرنسافريك ولكن لإبراز عنصر آخر من هذه العلاقة بقي خافياً إلى حد الآن ألا وهو تأثير بعض القادة الأفارقة الخفي في السياسة الفرنسية عن طريق الرشاوى، والتبرعات المالية لمرشحي الرئاسة الفرنسية. ومن هنا يحصل الربط مع الحالة السياسية الحالية لفرنسا وبالخصوص ساركوزي وفضيحة كاراتشي. ويبدو أن الأمر بالنسبة لساركوزي قد أصبح "علي وعلى أعدائي" من أجل التهوين من فعل تأثير فضيحة كاراتشي في الرأي العام. فهو يبرز تورط الرؤساء الفرنسيين الذين عايشوا ولا زالوا تلك الخلية ورعوها في فساد مالي أنتج فساداً سياسيا. من مثل تلقي الهدايا الثمينة والتبرعات المالية الكبيرة في الإنتخابات، وهي أمور منافية للقانون الفرنسي. ويرى البعض أن إبراز هذا الجزء الثاني من العلاقة كان هو "الغاية" الرئيسية من إعداد الفلم وبثه في هذا الظرف بالذات. وذلك من أجل تطبيع جريمة تركيب منظومة مالية سرية لتلقي أموال رجعية في عقود بيع غواصات لباكستان أثناء إنتخابات الرئاسة سنة 1995 حيث كان آنذاك أمين خزانة وناطق رسمي بإسم بالادور المرشح اليميني الثاني ضد شيراك. وهو ما يطلق عليه بفضيحة كاراتشي.

أما الوجه الأهم في الفلم، ويأتي هذا في الجزء الثاني منه، فهو مستقبل فرانسافريك ومستقبل أفريقيا بما فيها المغرب الإسلامي. فبعد قدوم ساركوزي المقرب من أمريكا والداعم للعولمة بالمفهوم الأمريكي، إلى الحكم سنة 2007, أعاد، في حدود الممكن، تعديل قواعد العلاقة التي بقيت "تقليدية" بين خلية فرنسافريك في الإيليزي والقصور الإفريقية على أساس خادع جديد إسمه "المصالح المتبادلة" و"الشراكة" وهي ألفاظ من العولمة، تصم الآذان من كثرة سماعها هذه السنين الأخيرة على وسائل الإعلام الإفريقية وبالخصوص وسائل إعلام منطقة المغرب الإسلامي ومنطقتنا عموماً.
فأمام العولمة لم تعد إفريقيا حضيرة حكراً على فرنسا وإنما تجد لها منافسين وخصوما اقتصاديين شرسين على رأسهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية. فأصبحت فرنسا تجري لاهثة للحفاظ على مصالحها من خلال دعم العلاقات المتميزة مع الأنظمة التي وضعتها من قبل، ولكن بصعوبة تامة أمام المنافسة. فلم ينجح ساركوزي في الحفاظ على إستغلال منجم اليورانيوم النيجيري إلا بصعوبة شاقة حيث إضطر إلى تضعيف الثمن أمام إصرار رئيس النيجر على ذلك تحت تهديد عرض صيني مغر له. وتسعى فرنسا كيفما استطاعت الإلتواء على أسس العولمة الأمريكية من ديمقراطية وحريات من أجل الحفاظ على بيادقها في أماكنهم. فهي لم تتردد في دعم وتنصيب إبن رئيس الغابون الغني بالنفط، على بانجو بعد مسرحية إنتخابية خسر فيها. وقد كان الغابون ورئيسه عمر بانغو من أكبر المؤثرين في السياسة الفرنسية، ويعتبر في العقد الأخير عميداً لقادة إفريقيا الذين نصبتهم فرنسا. وكان يكفيه الإشارة في أعقاب ورقة خلال اجتماعه الأسبوعي مع مثل فرانسافريك بأسماء أشخاص يريد رؤيتهم في الحكومة الفرنسية، حتى يتم ذلك في أول تحوير وزاري كما حصل في التحوير الوزاري الذي أتى برفاران زمن شيراك وخمسة أسماء كتبهم عمر بانغو في أعقاب ورقة.

ولكن "المصالح المتبادلة" و-"الشراكة" هي مباديء مفتوحة تأتي في إطار العولمة ولا يمكنها لوحدها تأمين ثروة العلاقات الفرنسية الإفريقية، فكان لا بد من إيجاد مباديء بديلة يمكن الإعتماد عليها في مجال العلاقات السرية، فكان البديل هو الماسونية، "فران ماسون"، وهي طائفة عالمية مغلقة في دوائر السياسة والأعمال ينتمي إليها أغلب رؤساء منطقتنا العربية والإسلامية مبنية على أسس علاقة يسمونها "أخوية" تحت السرية التامة تخضع لنظام هرمي ومجموعة قوانين صارمة، وهي تشبه المافيا في تنظيمها، يمكن الدخول إليها ولا يمكنه الخروج منها إلا مقتول. وإنتقلت بذلك خلية فرانسافريك إلى أيدي الماسونية العالمية التي ملأت الفراغ الحاصل في إطار العلاقات الفرنسية مع المستعمرات الإفريقية.

ويبرز الفلم أن عمر بانجو، قبل وفاته أعقاب نوفمبر 2009, كان هو الذي أشار على ساركوزي بإسم الشخص الذي يريد أن يراه على رأس خلية فرانسافريك فلم يكن إلا ماسونياً. وكذلك يبرز الفلم حفل تعميد ممثل الطائفة الماسونية في الغابون. ولم يكن إلا علي بانجو، رئيس الغابون الجديد!

وبذلك تصبح الماسونية أحد أهم عناصر العولمة في مجال صنع القرار والسيطرة على مقدرات الشعوب وخيرات اراضيها وإحباط تطلعاتها وآمالها في التحرير من أغلال إستخراب لا ينفك في التحول والتشكل والتأقلم بحسب ما تقتضيه التطورات والظروف العالمية.

الفلم يخضع لحقوق نشر فلا يمكن الحصول عليه عن طريق الأنترنات إلى حد الآن. وسوف يكون معروضاً للبيع في صورة أقراص ديفيدي إبتداءً من العشرين من الشهر الجاري ديسمبر 2010. ولكن هناك مقاطع منه، يمكنكم مشاهدتها على هذا الرابط:


https://www.dailymotion.com/playlist/...videoId=xfo101


From:من العضو :خالد زروان "Khaled Zerone"

khaledzerone@live.fr
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الجمعة يناير 14 2011, 09:31

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف أسهم نظام البنوك في الأزمة الاقتصادية العالمية؟!
أم مؤمن - فلسطين – الخليل


تعصف بالعالم هذه الأيام أزمة لعلّ العالم لم يشهد لها مثيلاً حتّى إنّ كثيراً من المنظرين والمبهورين والمدافعين وحتّى المعادين للنّظام الرّأسماليّ مذهولون أمام هذه الأرقام الخياليّة والحدث العالميّ الّذي سوف يعتبر تأريخاً في سجلّ الرّأسماليّة المليء بالمساوئ والأزمات. والواضح أنّ هذه المشكلة لم تكن وليدة سنة أو سنتين وإنّما هي آتية من تراكم آت من عجز المبدأ عن حلّ المشكلة الأصليّة ولجوئه إلى حلول مرحليّة وآليّات ملتوية زادت الطّين بلّة. فنظام البنوك على سبيل المثال أسهم بشكل فعّال في هذه الأزمة؟ فمن أين جاءت البنوك؟ وكيف أخذت شكلها الحالي؟

لقد نشأت فكرة البنوك بعد أن كانت هناك مخازن تودع النّاس النّقود (الذّهب) فيها، وبموجبها يمنح المودع شهادات إيداع باسمه يكون ختم المخزن عليها, فعندما يريد المودع أن يشتري شيئاً ما (على سبيل المثال طعاماً من السمان) فإنّه يذهب إلى المخزن ثمّ يعطي صاحب المخزن شهادة الإيداع فيستردّ دينه من صاحب المخزن ثم يرجع ليشتري طعاماً. لكن كان هناك من النّاس من يصعب عليه أن يذهب كلّ مرّة إلى صاحب المخزن ليستردّ منه الذّهب إذا أراد أن يشتري شيئاً, ففكّر أصحاب المخازن بإعطاء شهادات تدفع لحامل الشّهادة لتسهيل البيع والشّراء لكي لا يذهب صاحب الشهادة الأصلي إلى المخازن في كل مرة. وعندما يسحب حامل الشّهادة كمّاً من المال (وهو في هذه الحالة ليس المالك الأصليّ) فإنّه يخصم هذا الكمّ من حساب صاحب الشّهادة الأصليّ.

وبعد فترة من استخدام هذا الأسلوب لاحظ أصحاب المخازن أمراً مهماً وهو وجود مال كثير وسحب مال قليل, إلاّ أنّ ذلك كان من صالح المودعين الّذين فضّلوا حمل شهادات لانشغالهم بدلاً من الذّهاب للمخازن كلّ مرّة وطلب جزء من المال لصرفه, فكانت هذه الشّهادات بمثابة القيمة للاحتياطيّ المصرفيّ. فأصبح الكثير من الذّهب في أيدي أصحاب هذه المخازن, فمن أجل الحفاظ على هذه الثّروة الّتي لم تكلّفهم أيّ عناء, قام أصحاب المخازن بالاتصال بالساسة لأجل إقناعهم بأن وجود مثل هذه المعاملة أفضل؛ لأن المال يكون بأيدي جماعة متخصصة تحافظ على الذهب في حال حصول كوارث بدل أن يكون في أيدي العامّة؛ ومن هنا نشأت فكرة البنك المركزيّ سنة 1913م في عهد ولسون, فصار من الممكن أخذ هذه الأوراق والمطالبة بما تتضمنه هذه الورقة من ذهب. ابتداء كانت الحكومة الفدراليّة هي المسؤولة عن هذا الأمر, وكلّما احتاجت الدّولة سداد الدّيون اضطرّت إلى إصدار (الآي أو يوز) بدون أن يكون هناك غطاء من الذّهب. إلاّ أنّه لوجود مديونيّة عند الدّولة من النّاس ومن الدّول الأخرى احتاج السّاسة إلى جهة لاقتراض المال فلجؤوا إلى إيجاد نظام الاحتياط الفدراليّ، والّذي أنشئ أصلاً لتأجيل إخبار النّاس بأنّ الحكومة مفلسة, ولأنّ القانون يسمح للحكومة بأن تأخذ قروضاً من القطاع الخاصّ، فإنّ الاحتياطيّ الفدراليّ يحقّق هذا الغرض, وبناء على هذا المنوال قامت فكرة البنوك. وأصبحت البنوك تلعب دوراً مهماً في أسواق الأسهم والرّهن العقاريّ وتبادل الائتمان الافتراضي.

دور البنوك في أزمة الرّهن العقاريّ:

تعتبر البنوك غالباً الطّرف الأساسيّ في عقود الرّهن العقاريّ؛ لأنّ البنك يكون هو الدّائن، ويقدّم تسهيلات لأجل تشجيع النّاس على هذه العقود ومنها شراء البيوت.
ومفهوم الرّهن العقاريّ آت من كلمة (مورت كيج) والّتي تعني بالفرنسيّة العهد الميّت، أي العهد ينتهي إمّا بسداد الدّين كاملاً بالوقت المحدّد أو بانتقال العقار للدّائن.
ولتعريف الرّهن العقاريّ فإنّه قرض مؤمّن بعقار حقيقيّ عن طريق استخدام قرض الرّهن العقاريّ، وغالباً ما يكون البنك هو المقرض.

وهو وعد إعطاء عقار للمقرض كأمان مقابل قرض, والرّهن العقاريّ ليس ديْناً وإنّما دليل على وجوده, وينتهي التّعهّد إمّا بدفع المال بالكامل أو بأخذ العقار.
على سبيل المثال:

إذا أراد أحد أن يشتري بيتاً وكان سعره مائة ألف دولار فإنّ المقترض يقترض مبلغ مائة ألف ويدفع فائدة بنسبة 5%، وعليه أن يدفع دفعة أولى في البنك ثمّ يدفع مبلغاً مخصّصاً مع الفائدة، وقد تتغيّر هذه الفائدة بحسب قوانين البنك، فالفائدة غير ثابتة, ونظراً للتسهيلات التي قدّمت قام الكثير من النّاس بشراء عقارات. وعندما كان يصعب على البعض التّسديد بالوقت المحدّد كانت تقدّم هناك تسهيلات من بنوك أخرى مع زيادة الفائدة، أمّا إن لم يستطع المقترض الدّفع بالوقت المحدّد فإنّ البنك ينقل ملكيّة العقار إليه بحسب القانون. والظّاهر أنّ تفادي المشكلة أصبح غير ممكن, فأصبح الفرد غير قادر على دفع الدّيون.
وهناك عوامل أخرى هزّت ثقة المستثمرين بهذه البنوك ممّا أدّى إلى سحب الأموال و قلّة السّيولة فظهرت الأزمة.

ومن العوامل الأخرى تبادل الائتمان الافتراضي والتي تعتبر من الأسباب الرّئيسة في الاضطراب في الأسواق الماليّة، والّتي تؤمّن المدينين في حال حصول مشاكل في الدّفع أو إعلان الإفلاس، حيث تتدخّل خلالها المحكمة وتتمّ مفاوضات حول المال الّذي يستطيع أن يدفعه والفترة الزّمنيّة للدّفع، وقد كان يقدّم للمستثمرين أماناً بمثل هذه المعاملات، فيجد المستثمر أنّه يخسر بمثل هذه المعاملات، فبدأت الثّقة تهتزّ، فأصبح المستثمر يسحب ماله. وعلى سبيل المثال: إذا استدانت شركة من البنك لأجل إنشاء شركة تجارة نقّال، فإنّها تحاول أن تقنع البنك بأنّ الاستثمار مربح، فيدرس البنك هذه الحالة ويوافق عليها إن اقتنع بأرباحها، فتأخذ الشّركة القرض, عندما تأتي الشّركة لتبيع موادّها قد تنافسها شركات أخرى، وقد يكون هناك ديون على عملائها وتريد أن تدفع لمستخدميها فتحتاج إلى السيولة, فتضطرّ الشّركة إلى بيع نقّالاتها بسعر خسارة على أن يكون نقداً لسدّ حاجة السّيولة، فتشتري النّقّالات من الشّركات الكبرى بسعر عال وتبيعه إلى المستهلك بسعر رخيص لأنّها تريد السّيولة. فلو أنّ الشّركة من البداية وجدت أنّ تجارتها غير مربحة وأعلنت إفلاسها لكان حجم الخسائر أقلّ, وبعد وجود هذه الخسائر الكبيرة على الشّركة الّتي استدانت من البنك القرض فإنّها تعلن إفلاسها.

إن حصول الكثير من هذه العقود يجعل المستثمرين يشكّون في جدوى إيداع المال في البنوك. فاستدعى ذلك أن تتدخّل الدّولة لحلّ تلك المشاكل، فوجدت الدّولة أن هناك عاملاً آخر أصبح يعقّد المشكلة، وهو أنّ البنوك توقّفت عن إقراض بعضها البعض، لأنّ البنوك تعتمد على استدانة المال بدل إقراض المال للتّجارة.

فوجدنا أنّ بريطانيا وأميركا قد تصرّفتا بالأموال العامّة لزيادة السّيولة لتضغط على البنوك من أجل أن تقرض البنوك بعضها البعض، نتيجة لذلك قامت المركزيّة بتبديل (الآي أو يوز) والّتي تعتبر 100% ضماناً في عيون الشّركات المقرضة بالدّيون السّيّئة الّتي كانت تحملها هذه البنوك، لكنّ ذلك لم يكن ناجعاً. البنوك أخذت (الآي أو يوز) ممّا جعل المشكلة ليست بالسّيولة وإنّما بالتّعسّر؛ وبذلك فشل هذا الأسلوب فلم ينفع، ممّا أدّى أنّ بنك نورذرن روك وبيرسترنز أنقذوا من قبل حكوماتهم. فالحكومة أعطت ملايين (الآي أو يوز). فبإنقاذ البنكين أعطي مؤشّر أنّ البنوك ستنقذ من قبل الدّولة.

والواقع أنّ هذا الأمر يسبّب مشاكل للحكومة في المال العامّ وبالتّالي فإنّه يؤدّي إلى الخطر, وهذا جعل الولايات المتّحدة تترك لمانز ينهار. فأوجدت بلبلة أخرى بعد أن كان التّصوّر عند البنوك والنّاس أنّ الدّولة ستتدخّل لإنقاذ البنوك المهدّدة بالانهيار. هذه البلبلة جعلت الأمر غير واضح، وما إذا كان هناك خطّة واضحة عند الدّولة أم لا, وأيّ البنوك ستنقذها الدّولة وأيّها ستتركه ينهار, هذا بدوره هزّ الثّقة بالبنوك وجعل الأسهم تنهار. وبنزول الأسهم قلّت السّيولة وتعسّرت بعض البنوك, هذه البنوك كانت تعتمد على الأسهم والسّندات، والبنوك تحتاج لذلك لتنقذ ولأجل إعادة رأسملتها.

باختصار أوراق الميزانيّة تحتاج إلى جرعة جديدة لرأسمال حقيقيّ لترى أنّها تجارة حيّة، وهذا يعتمد بدرجة كبيرة على السّيولة.

وتبدأ أزمة السّيولة عندما يكون اللاّعبين الأساسيّين في الاقتصاد في تفعيل وجود الدّين عن طريق الائتمان, فأزمة الاقتصاد بشكل عامّ هيَ أزمة في السّيولة تؤثّر على اللاّعبين الأساسيّين، فإذا تأخّر المدين لدفع الدّين للدّائن فإنّ الدّائن يصدر مؤمّنات على أخذ الدّين، والخطر هو استمراريّة التّجارة مع وجود أزمة في السّيولة, فإنّ ذلك يؤدّي إلى تأخير الإفلاس المحقّق، وذلك بدوره يزيد الخسائر أضعاف مضاعفة. وفي حال وجود أزمة السّيولة فإنّ المستثمرين ينظرون هل يجب ضخّ السّيولة أم لا، وفي هذه الحالة يكون البنك عادة هو الّذي يدرس وضع المدين سواء شركة أم فرداً.

فبعد هذه الدّراسة عن قرب لما يحصل في البنوك والتّعاملات مع النّاس, فإننا لو نظرنا إلى الصّورة بمنظار أبعد لنرى الصّورة كاملة؛ لوجدنا أنّ دولة مثل أميركا ليس غريباً أن تغرق في بحر من الدّيون, فالتّعاملات فيها قائمة على أساس الاقتراض، وأموال المستثمرين، والاتّكال على ربط العملات الأخرى بالدّولار، واستبدال النّفط كاحتياطيّ, فتقدّر صادرات أميركا 14 تريليون في2007م, ولقد بلغ الدّين القوميّ وهو عبارة عن المال الّذي استدانته الحكومة الفيدراليّة والحكومة المركزيّة من النّاس والعالم حتّى وصل 10 تريليون، وبما أنّ طبيعة الشّعب الأميركيّ أنّه مستورد وشره وصلت ديون الاستهلاك إلى 11 تريليون، ووصلت ديون الشّركات الأميركيّة إلى 18,5 تريليون, الأمر الذي جعل الولايات المتّحدة مدينة بـ40 تريليون أي ما يعادل 34% ما ينتجه العالم.

فإذا وصلت ديون الحكومة الأميركيّة إلى هذا الحدّ، فإنّ ثقة النّاس بأنّ الحكومة الأميركيّة ستدفع الدّيون لن يكون وارداً، بل إنّ هذه الشّعوب سوف تطالب بإرجاع ديونها وصبّ جام غضبها على الحكومة الأميركيّة ونظامها. إن مفاهيم الاستهلاك والجشع عمّقت هذا النّقص، والسّياسة الاقتصاديّة الأميركيّة أضعفت الصّناعة والقاعدة الصّناعيّة، وهذا أدّى إلى عجز أميركا، وقد يجعل أميركا معتمدة على الصّين والهند وروسيا لأجل تحصيل بضائع رخيصة لحفظ التّضخّم المحلّي تحت السّيطرة.

فحرب أميركا على العراق وأفغانستان تكلّفها تريليون كلّ سنة, وهذا يجعل 1700 مليار لإنقاذ الاقتصاد الأميركيّ غير ناجع. وأميركا أصلاً لم تنتصر في العراق وأفغانستان, فهل هذا يجعل التّكهّنات الأميركيّة بالتعافي من الأزمة خلال ما لا يزيد عن ثلاثين سنة أمراً منطقيّاً؟ وللعلم فإن 44% من ديون أميركا هي لليابان والصّين، بينما 66% لكيانات أجنبيّة.
أما الموقف الشرعي من هذه المشكلة فيتمثل بما يلي:

1. إرجاع قاعدة الذهب كونه الغطاء النقدي لحفظ حقوق الناس وإيجاد ثبات في الأسواق الماليّة.

2. منع القروض الربوية المؤثرة في عجلة الاقتصاد.

.3 منع المعاملات القائمة على القبض والصّرف بدون وجود الأعيان.
4. محاربة الفساد الماليّ والّذي يكاد يكون في معظم المعاملات في النّظام الرّأسماليّ.
.5 أساس النّظام الاقتصاديّ الرأسمالي يقوم على المنفعة، وسيطرة القويّ والغنيّ جعل الّذي يضع القانون يضعه لأجل أن يكون لصالحه، فاضطرب نظام المال وهذا ما ينطبق عليه قوله تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر 43].

.6 النّظام الاقتصاديّ الرّأسماليّ فاسد سواء أكان أميركيّاً أم بريطانيّاً أم غير ذلك, والبديل لا بدّ أن يكون من غير هذين النّظامين لأنّ الواقع أثبت أنّ هذا النّظام يترنّح منذ نشأته، ولم يدرك ذلك إلاّ من كان عنده بعد نظر وإيمان بأنّ كيد الشّيطان ضعيف.
.7إثبات أنّ النّهضة لا تكون بالاقتصاد، وإنّما الاقتصاد ناتج عن النّهضة, فمن كان يريد نهضة الأمّة عن طريق الاقتصاد فهذه هي طريقة الاقتصاد وما أدت إليه.
.8 العمل للإسلام لا يكون بأعمال مجزّأة كجمع أموال الزّكاة ورعاية الفقير وتشغيل الأيتام فحسب, هذه أموال الزّكاة كانت أسهماً بالملايين بالأمس فأصبحت اليوم حصيداً تذروه الرّياح, فمن المسؤول عن ضياع هذه الأموال؟!

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحرّك في أبناء الأمّة الحمية لقطف ثمار هذه الأزمة بإيجاد نظام اقتصاديّ يضمن للجميع حقّه، يكون القيّم عليه حاكم عادل يحكم بما أنزل الله، وأن لا يجعل لأعداء الأمّة نصيباً في ذلك، والله نسأل أن يعجّل بنصره إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

منقول عن : مجلة الوعي ، العدد 287-288 ، السنة الخامسة والعشرون ، ذو الحجة1431هـ - محرم 1432 هـ، تشرين ثاني كانون أول - نوفمبر ديسمبر 2010م
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله السبت يناير 15 2011, 17:46


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تونس وأحداث سيدي بوزيد وموقف الجيش ومصير بن علي بعد خطابه الثالث


شاكر الحليم من تونس

لم يتفاجىء الواعون بالوضع الذي الت إليه تونس في عهد بن علي, لأنهم أدركوا منذ اللحظة الأولى أن بن علي إنما هو امتداد لبورقيبة و للنفوذ الأروبي بتونس, الذي كان و لا يزال مستعدا لتغيير الدمى عندما تستنفذ غرضها. فعندما استنفذ بورقيبة دوره و اشتد الصراع بين أروبا و أمريكا على خلافة بورقيبة, قامت إيطاليا فى عهد كراكسي و بايعاز من أروبا بارسال فرقة خاصة من المخابرات الايطالية لتشرف على انقلاب بن علي المسمى بالعهد الجديد حتى تفوت الفرصة على عملاء أمريكا في الوصول إلى الحكم. و الحق يقال أن المرء لم يكن يحتاج إلى ذكاء خارق حتى يدرك هذا الامر لان المشكلة في تونس ليست مشكلة أشخاص و إنما هي مشكلة أنظمة فاسدة لا بد من تغييرها من جذورها, فضلا عن كون بن علي كان الأداة الضاربة لبورقيبة في حربه على الإسلام و على حملة دعوته. و لا زلت أذكر جملة طالما رددها المخلصون للناس انذاك أمام التيار الجارف الذي صدق وعود بن علي الكاذبة: (و بضع سنوات سيدرك أهل تونس أن زين العابدين بن علي هو أسوأ من بورقيبة), و هكذا كان حيث أدركت حركة النهضة (التي كانت تشكل خطرا حقيقيا على السلطة) خطأ الصفقة التي أبرمتها مع السلطة لتهدئة الأوضاع مقابل الإعتراف بها كحزب سياسي, و ذلك عندما وقف بن علي أمام مجلس النواب في سنة 1989 و قال كلمته الشهيرة: لذلك نقول للذين يخلطون بين الدين و السياسة أنه لا مجال لحزب ديني. إلا أنه و للأسف الشديد كانت إستفاقة متأخرة دفعت الحركة الإسلامية ثمنها باهضا, حيث تعرضت حركة النهضة و حزب التحرير (و هما الحزبان اللذان كانا لهما وجود بين الناس في الثمانينات و التسعينات) إلى عمليات قمع واستئصال ممنهج على يد السلطة. إنتشى بعدها بن علي بقبضته الحديدية على السلطة و تصور أن تونس و أهلها غنيمة له و لعائلته فزاد في غيه و حارب الإسلام و لم يسلم منه حتى الأذان الذي أصبح صوته يقض مضجعه, كما أنه ضيق العمل السياسي و الإعلامي على العلمانيين و المثقفين و النقابيين من غير الحزب الحاكم, و بالمقابل أطلق يد عائلته و عائلة زوجته سيئة الصيت عند التونسيين لنهب و سرقة خيرات البلاد و استنزاف البنوك و لم تسلم من طمعهم حتى المقاهي و التخوت. في هذه الأجواء استشرى الفساد و المحسوبية في مؤسسات الدولة بكل أشكالها. و بالإضافة لذلك كانت للسياسة الإقتصادية الرأسمالية الفاحشة التي اتبعتها السلطة في بداية التسعينات, في أجواء العولمة و الخصخصة أثر سيء على الإقتصاد التونسي حيث فوتت السلطة القطاع العام للخواص و بخاصة الشركات الأجنبية مما ركز المال عند فئة قليلة أطلق عليهم الشعب التونسي إسم عصابة السراق وهي المافية العائلية للرئيس و مقربيهم. طفح الكيل بالناس خاصة بعد ظهور المؤشرات على توريث الحكم للصخر الماطري صهر الرئيس أو لزوجته ليلى الطرابلسي التي لم تدرس إلا الإبتدائي و التكوين المهني في الحلاقة, و مع ذلك فقد حصلت على شهادة جامعية في الحقوق من جامعة طولوز بفرنسا و ذلك بالمراسلة في إشارة واضحة من الغرب أنها تعتبر ممن يراهن عليها في وراثة الحكم بعد بن علي الذي أنهكته الأمراض. لم يقبل الشعب التونسي هذا الاستخفاف بالعقول, فكانت أحداث سيدي بوزيد القشة التي قصمت ظهر البعير و أفاضت الكأس, فانتفض الناس في كل أرجاء البلاد التونسية في سابقة فاجأت الجميع وهي تعبر عن عمق الأزمة و درجة الإحتقان و الغليان الذي عليه الناس.

و لأن بن علي طوال حكمه اختزل العمل السياسي في الحزب الحاكم, كانت هذه الإنتفاضة تلقائية و إن كان هناك من يريد توجيهها للحصول على مكاسب سياسية. و في الوقت الذي يطالب فيه عامة الناس و بعض المثقفين و القواعد النقابية و بخاصة المحامين الذين لعبوا دورا طلائعا في تأجيج الوضع بتنحي السلطة طالبت أحزاب النخب الإصلاح من خلال السلطة بترقيعات هنا و هناك.

لم يكن تعامل بن علي حكيما منذ البداية لأنه لم يقدر الأمور حق قدرها و أخذته عنجهية الطغيان و استخدم نفس الخطاب و نفس الشعار الذي استخدمه منذ عشرين سنة في قمعه للحركة الإسلامية, مع الإختلاف البين بين الأمس و اليوم, فبالأمس كان يحارب فئة قليلة من الناس و ساعده في ذلك التظليل و الخبث الإعلامي أما اليوم فإنه يواجه الشعب بأسره لسياسته الرديئة, كما أن الناس كشفوا زيفه و خداعه في ظل الطفرة الإعلامية التي وفرتها الانترنت و الفضائيات و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على غباء مستشاريه الذين خدعوه و زينوا له الأمور فأقالهم و لكن بعد فوات الأوان.

لا أحد يستطيع التنبىء بما سيحدث في تونس بعد خطاب بن علي الثالث و الذي أراد فيه اتباع سياسة بورقيبة في أحدا ث الخبز فقد تكلم بالعامية على غير عادته و وعد بتخفيض سعر المواد الأساسية و بإصلاح ديمقراطي و حرية الإعلام و لكن الشعارات التي رفعت في المظاهرات التي انطلقت بعد خطابه الثالث برغم حظر التجول (خبز و ماء و بن علي لا) يدل على أن الشارع قد تجاوز الكل و أصبحت أيام بن علي محدودة.

لا شك أن الدوائر الغربية و سفاراتها, أوكار الجوسسة و المؤامرات, التي تدار من خلالها هذه الدمى, تبحث الان عن البديل لأن الكل تيقن من أن بن علي انتهى دوره و لا بد من مهرج اخر ليصعد الركح, فيأتي بشعارات فارغة و وعود كاذبة و في أجواء من تراخي القبضة الأمنية و حرية إعلام التي تنفس الإحتقان القائم حتى يستتب الأمر للتحول المبارك الجديد, حتى إذا تمكن فهاتوا من ينحيه, عندها قد يحتاج الأمر لأجيال أخرى حتى ينتفض الناس من جديد و الحبل على الجرار.

إن نجاح هذا السيناريوا الرهيب يتوقف على مدى وعي الناس و الفئة المثقفة الغير مرتبطة بالسفارات, ثم يأتي بعد ذلك موقف الجيش الذي نأى بنفسه حتى الان عن المشاركة في المجزرة التي أراد بن علي توريطه فيها و تلك حسنة تحسب له. إن ما يجب أن يعلمه أهلنا في تونس أن المشكلة ليست مرتبطة بالأشخاص, فالغرب بشقيه الأروبي و الأمريكي لا يضيره تغيير الدمى عندما تصبح مطلبا شعبيا, و تونس و غيرها من بلاد المسلمين شاهد على ذلك, و إن المشكلة الحقيقية التي أفقرت الناس و جعلتهم عبيدا لفئة متسلطة عليهم تدار من الخارج هو النظام الرأسمالي الفاسد بشقيه السياسي و الإقتصادي و لا يمكن الخروج من عنقة الزجاجة إلا بتغيير جذري يكون على أساس عقيدة الأمة و تراثها التشريعي. فأهل تونس مسلمون يحبون الإسلام و قد قدموا الكثير من أجل قضايا الأمة في الداخل و الخارج و قدموا في ذلك التضحيات الجسام, تشهد بذلك سجون بن علي نفسه التي لم تخلوا يوما من هؤلاء النزلاء. و لذلك فإن المسلمين في تونس إذا خيروا بين الإسلام و العلمانية فإنهم سيختارون الإسلام بدون تردد لأنهم يدركون أنه لن يخرجهم من الذل و القهر و الخصاصة التي هم فيها إلا الإسلام و حكم الإسلام و لأن في ذلك مرضاة للرب. إن المطالب الأساسية التي طالب بها الناس و المثقفين من مثل اختيار الحاكم و محاسبته و حق العمل السياسي الفردي و الجماعي و العيش الكريم, قد ضمنها الإسلام بنظام من لدن خبير حكيم (قال تعالى:ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير), و ان احتجتم للتفصيل فدعاة الخلافة بينكم يعملون ليل نهار لتحقيق مشروع الخلافة.

إننا نهيب بالمخلصين من المثقفين و من القواعد النقابية و من الحركات الإسلامية أن لا يجهضوا هذه الإنتفاضة المباركة, و التي إن سارت في الإتجاه الصحيح, ستكون ضربة قاسمة للغرب الذي يعتبر تونس قلعة من قلاع حضارته الزائفة التي جوعت أهلنا و استضعفتهم واستهترت بعقولهم. و حذار من الغرب فإنه إن أحس بصدق اللهجة و النوايا الصادقة في التغيير على غير أساس حضارته فسيعمد إلى إيجاد الفوضى الخلاقة لخلط الأمور و إجهاض هذه الإنتفاضة المباركة.

إن المؤسسة العسكرية في تونس قد نأت بنفسها عن السياسة منذ زمن بورقيبة, و تدل استجابة بعض الضباط لحزب التحرير لتحقيق مشروع الخلافة الإسلامية في سنة 1983 و الإستجابات المتلاحقة لحركة الاتجاه الإسلامي (حركة النهضة) في سنتي 1987 و 1991 يدل على أن الجيش في تونس يحب الإسلام كما أهل تونس و فيه قابلية كبيرة للاستجابة لمشروع حكم الإسلام و الإضطلاع بدوره في حماية الناس من المجازر التي ترتكب بحق أهلنا و أهلهم من المجرم بن علي الذي طغى في البلاد, و إن الأخبار التي نقلت عن امتناع الجيش عن قتل الناس, بل و إقدامهم على حماية الناس من الشرطة في القصرين جنوب البلاد لهو موقف يدعو للفخر و الإمتنان و يحسب للجيش. إن الجيش هم أهل القوة و المنعة و النصرة و إن واجبهم أن يعملوا على إزالة الحواجز المادية التي تقف عائقا أمام التغيير الحقيقي و أن يفوتوا على الغرب مشروعه و يجعلوا الحكم بيد أهله ليختاروا من يحكمهم على أساس عقيدة الأمة.

و الله نسأل و إليه نبتهل أن يجعل من تونس نقطة ارتكاز لدولة الخلافة التي بشر بقيامها الرسول محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله السبت يناير 15 2011, 22:38


بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ



ظهر مساء أمس "محمد الغنوشي"، وعلى يمينه "عبد الله القلال" كبير المجرمين الذي رسّخ أركان سلطة "بن علي" في أول عهده البائد، ليُعلن أنّ "بن علي" فوّضه ليرأس البلاد مؤقّتا، وتعهّد "باحترام الدستور وتنفيذ الإصلاحات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي تم الإعلان عنها، وذلك بكل دقة"

إنّ أزلام "بن علي" يتحدّون بهذا الإعلان الوقح مشاعر المسلمين فإنّهم بعد أن شاركوا في تقتيل أبنائنا يقدّمون أنفسهم مصلحين، مريدين للخير وكان الواجب أن يظهروا مقرّنين في الأصفاد يُقدّمون للمحاكمة.

وأمّا مضمون الإعلان فقد بلغ استخفافه بعقولنا المدى فهو ما زال يتشبّث بسياسات سمّوها تزييفا وتزويرا إصلاحا، ولم تكن مآسينا إلا من تطبيقها إذ هي في حقيقتها سياسات من اشتراطات البنك العالمي وإملاءات الاتحاد الأوروبي على "بن علي" وكلّ من عمل معه على تنفيذها. ثمّ يطلع علينا "محمّد الغنّوشي" مُفوَّض "بن علي" ليقول لنا أنّه سيُطبّقها "بكلّ دقّة، وأمّاالجديد في إعلانه فقوله بأنّه سيُشرك معه في تنفيذها "مختلف الأطراف" وهي مغازلة مفضوحة لأطراف من المعارضة ليورّطها معه ويُغطّي بها عورة نظامه الفاسد الفاشل، ومحاولة من بقايا عصابة "بن علي" ومن ورائها الغرب المستعمر الكافر لربح الوقت عساهم يجدوا بديلا بعد أن فاجأتهم غضبة شعبنا المسلم الأبيّ.

ولأجل ذلك نقول لجميع السياسيين وكل من أهمّته مصلحة البلاد والعباد الحذر الحذر من أن يُوقعكم الغرب المستعمر في أحابيله والحذر الحذر من أن تمدّوا أيديكم إلى "الغنّوشي" مفوّض "بن عليّ" فإنّه من يمدّ إليه يده أو يسكت عنه إنّما يمُدّ يده إلى "بن عليّ" قاتل أبنائنا ليُنقذه بعد أن غرق أو يكاد ويكون بذلك أشدّ منه جرما.

وأمّا أهلنا وإخوتنا في تونس رجال عقبة، أحفاد الفاتحين الذين حملوا الإسلام رحمة وهدى حتى وصلوا به إلى الأندلس... فنقول لهم إنّ ما بدر من رفضكم لهذه الحكومة وتصدّيكم لعصابات "التجمّع" ليقوم دليلا على عظم الخير الكامن فيكم وصدق عزمكم وتصميمكم ف[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] فإنّه لا فلاح ولا نصر إلاّ بالإسلام الذي ارتضاه لكم ربّكم رحمة وهدى نظاماً من عنده تتّبعونه فلا تضلّون ولا تشقون، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: [ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى]

إنّنا في حزب التّحرير ندعوكم ونناديكم أنّه آن أوان الجدّ لنقوم لله قومة نعبده لا نُشرك به شيئا ولا نُطيع سواه ولا نتبع إلّا ما ارتضاه لنا ونخلع الاستعمار الرّأسماليّ الفاسد وعملاءه من بلادنا خلعاً لا يعودون بعده أبدا وقد آن لكل ذي بصـر منكم أن يدرك أن الحل الجذري للحالة التي أوصلنا إليها هذا النظام هو بالعمل معنا لإقامة دولـة الخـلافة الراشدة، يستظل بلدنا فيها مع غيره من بلاد المسلمين براية العُقاب.



[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـوا اسْتَجِيبُـوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُـولِ إِذَا دَعَـاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُـوا أَنَّ اللَّهَ يَحُـولُ بَيْنَ الْمَـرْءِ وَقَلْبِـهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَـرُونَ ]

11من صفر 1432هـ حزب التحرير

تونس



15ـ01ـ2011




--

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة ) .(رواه مسلم).

From: Abou Taki El Din erayat.esoud@gmail.com


الرسالة الثانية
لا تستبدلوا رأس البصل برأس الثوم

عبد الرحمن مجدلاوي

إخوتي المسلمين بتونس إننا امة واحدة من دون الناس ربما تمنعنا عنكم الحدود والسدود ولكن لا انسي إننا كنا وما زلنا جسدا واحدة في خلافة الإسلام وما زلنا نحن على امة الإسلام ومنها جسدا وعقيدة إخوتي الاكارم

والذي نفسي بيده لم ننم الا قليل ونحن نترقب خلا تلك الايام لحظاتكم ولحظاتنا العصيبة

إلى أن حصل المراد وانقشع الضباب واليوم صباحا أطوف بين الناس من ديوان لديوان ومن شارع لشارع الأمة متفائلة أن تونس اكثر البلاد صرامة بحكم البوليس قالت كلمة لا

وعملت للتغير ليس الشكلي بل رفضت ترقيعات البائد بن علي وبقيت الى حد طرده كالكلب مع احترامي للكلاب فالكلاب حفيظة لوفائي

ولكن اخوتي الكرام كلمات خفت منها قالها الناس البسطاء في غزة وفي الاردن ومصر و....

قالوا غيرت تونس ولكن من سيقطف الثمر هل هم اركان النظان نفسه ام صراعا بن بلاد الغرب الكافر نفسه ام المخلصين من الامة

اهلنا اخوتنا في العقيدة يا كحلة العين يا من قلتم من بعد تسعين عاما من زوال خلافتنا للظالمين لا

اقول لكم اخوتي لا لا تستبدلو راس البصل براس الثوم انه مثال بتونس اذكركم به

وتذكروا اخوة الاسلام ان الحكم لله امر الا نعبد الا اياه سبحانه فأتموا الامر وازيلو رأس الثوم واتبعوه براس البصل

اتموا التغير وارفعوا الظلم من جديد امر اكمال التغير يا جيشنا انت عزنا واهلنا وانت منا ونحن منك فلا تعطي الدنية في دينك ولا تغرنك الكلمات البراقة من الغنوشي وغيره ومن احزاب المعارض الشكلية فكلهم اركان النظام البائد واعمل مع العامليتن للتغير لتنفرط حبات العقد الكاتم على نفس الامة ولتقام خلافة رسول الله من جديد

From: abed magdlaue


طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الإثنين يناير 17 2011, 16:33


بســم الله الـرحمــن الرحيــم


الى تونس: قبلة ودمعة وبسمة من بيت المقدس

من بيت المقدس، من فلسطين المشتاقة، من المسجد الاقصى الحزين ننادي مسلمي تونس، ونوجّه هذا الخطاب، ولا نطيل عليكم اخوةَ الاسلام


أولا: نبارك لكم ولأنفسنا رحيل طاغية من اعداء الاسلام عنكم، ونسأله تعالى ان يعينكم لطرد من تبقّى منهم

ثانيا: لطالما بذلت شعوب الامّة الاسلامية دماءَها وفلذات اكبادها في محاولات التغيير، ثمّ لا يلبث ان يأتي وجه جديد يخدع الامّة من جديد. ونحن وقد متنا واياكم كمدا وحزنا وظلما وقهرا، وكذلك شوقا اليكم، لا نحبّ ان يتكرّر المشهد

انّ المشكلة ليست في تغيير شخص الحاكم، ولا في الحكومة، ولا في ان تجري انتخابات ديمقراطية او غير ديمقراطية، ان المشكلة الاساسية في في طبيعة النظام الرأسمالي الديمقراطي الذي ظهر فساده وتتابعت ازماته في بلاد الغرب قبل الشرق.

انّ الله تعالى قد اعزّنا جميعا بالاسلام، وقد انزل لنا سبحانه من لدنه نظاما فريدا ليس ديمقراطيا ولا ملكيا، ولا جمهوريا ولا دكتاتوريا، انّه نظام الخلافة

الخلافة التي توحّد المسلمين جميعا لأنّهم امّة واحدة من دون النّاس، الخلافة التي تطبّق الاسلام وتنصر المظلوم وتقتص من الظالم، وترعى شؤون النّاس حقّ الرعاية، الخلافة التي تعيد للامّة مقدراتها، وتطلق العنان لطاقات ابنائها لخدمة الانسانية، الخلافة التي تعيد فلسطين الى حضنكم الدافىء، الخلافة التي تنهي حقبة الذلة والمهانة التي نرزح تحتها منذ مائة عام او يزيد

ألم تشتاقوا الى ركعتين في مسجدكم، المسجد الاقصى، فوالله انّا لنرى اعمدته واحجاره ومنبره تبكي شوقا اليكم

أيها المسلمون، يا انصار الاسلام، نستحفلكم بالله ان تلتفّوا حول حزب التحرير فتقيموا معه دولة الخلافة بدءا من تونس الخضراء، انّهم الشباب الذين صدقوكم القول منذ ستين عام، ولا زالوا يمدّون اليكم ايديهم لتبايعوا على عمل ما قام به الا النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة، اقامة دولة للمسلمين جميعا تعيد الامور الى نصابها

ايها المسلمون في تونس: هل يكتب التاريخ، هل تسجّل الملائكة، انّكم انتم من اعاد بناء دولة الاسلام التي اسسها الرسول صلى الله عليه وسلّم؟!

ايها المسلمون: اشتقنا والله اليكم، اشتقنا والله الى يوم عزّ نبايع فيه خليفة المسلمين في بيت المقدس كما بشّر النبي محمد صلى الله عليه وسلّم

أيّها المسلمون في تونس: وددنا والله لو كنّا معكم، ولا نملك لكم الا الدعاء في هذا المسجد، وقبلة ودمعة وبسمة من بيت المقدس، والى لقاء في دولة الخلافة الراشدة القائمة قريبا باذن الله.
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الإثنين يناير 17 2011, 16:34


نداء من حزب التحرير لأهل تونس ...


............

أيّها المسلمون:

إنّ لكم ربّا لطيفا خبيرا يعلمُ ما يُصلح شأنكم [ ألا يعلمُ منْ خلق وهو اللّطيف الخبير].

إنّ لكم ربّا رحيما لم يترككم هملا ولا ضياعا؛ فأنزل على نبيّكم محمّد صلّى الله عليه وسلّم رحمة وهدى نظاماً من عنده تتّبعونه فلا تضلّون ولا تشقون، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: [ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ].

إنّه الإسلام العظيم بأحكامه الشّرعيّة العادلة المنبثقة من عقيدته الصافية النّقيّة، وحده الضامن للحاجات الأساسيّة للأفراد والجماعة، وهو وحده الضامن للقضاء على الفقر والبطالة والفساد، بدولة تُطبّقه يكون الحاكم فيها راعيا حقيقيّا لشؤون النّاس لا يشغله عن رعايتها شاغل، فلا يشبعُ وأبناء المسلمين جوعى، ورحم الله الفاروق عمر بن الخطّاب حين أقسم عام الرّمادة ألاّ يذوق الطّعام حتّى يشبع صغار المسلمين.

ولا يهنأ وأبناء المسلمين يصرخون من ظلم الولاة والمسؤولين وجورهم، ولا ينام في قصره وأبناء المسلمين يرمي بعضهم بنفسه في البحر هربا، ويُضرمُ بعضهم في نفسه النّار قهرا، ويُضربُ الباقون بأيدي زبانيته أو يُقتلون.

إنّ الحلّ في دولة الإسلام العظيم حيث لا حصانة لرئيس ولا مرؤوس، يحاسب فيها خليفةُ المسلمين ويحاكم أمام مَحْكَمَةِ المَظَالِمِ، هو أو أيٌّ من ولاته أو معاونيه، إن هم ظلموا أو خالفوا الأحكام الشرعيّة أو قصّروا في الاهتمام بأمور النّاس، دولة يكون فيها حكم الله فوق الجميع.

قال الله تعالى: **إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}

إنّنا في حزب التّحرير ندعوكم ونناديكم أنّه آن أوان الجدّ لنقوم لله قومة نعبده لا نُشرك به شيئا ولا نُطيع سواه ولا نتبع إلّا ما ارتضاه لنا ونخلع الاستعمار الرّأسماليّ الفاسد وعملاءه من بلادنا خلعاً لا يعودون بعده أبدا وقد آن لكل ذي بصـر منكم أن يدرك أن الحل الجذري للحالة التي أوصلنا إليها هذا النظام هو بالعمل معنا لإقامة دولـة الخـلافة الراشدة، يستظل بلدنا فيها مع غيره من بلاد المسلمين براية العُقاب.


[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُـوا اسْتَجِيبُـوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُـولِ إِذَا دَعَـاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُـوا أَنَّ اللَّهَ يَحُـولُ بَيْنَ الْمَـرْءِ وَقَلْبِـهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَـرُونَ ]



28 من محرم 1432
الموافق 2011/01/03م


حزب التحرير
تونس


From: Islam Sound noor_al_islam@yahoo.com
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الثلاثاء يناير 18 2011, 01:11

--------------------------------------------------------------------------------





بناء الدولة في تونس
ياسين بن علي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
بفضل من الله تعالى، وبعزيمة وإرادة من الشعب سقط نظام الطاغية بن علي. وإننا لنحمد الله تعالى على فضله وعونه، ولنشكر الشعب التونسي الكريم على ما بذله من جهد ودم وتضحيات.
إنّ ما حصل في تونس يؤكّد لنا عمليا صدق القاعدة القرآنية الربانية وهي قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وهي قاعدة أكّدها ربّ العالمين سبحانه وتعالى في كتابه في مواضع كثيرة بألفاظ مختلفة في سياقات مختلفة منها قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.


وإنّ ما حصل في تونس يؤكّد صدق كلامنا في كتابنا "من أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" حيث قلنا: أخرج أحمد عن عبيد الله بن جرير عن أبيه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعزّ وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب». وفي رواية: «ما من قوم يعمل بين أظهرهم بالمعاصي هم أعزّ منهم وأمنع لم يغيروا إلا أصابهم الله منه بعقاب». فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنّ تحقق الاستطاعة في بعض أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يكون بالجمع... ولا نجانب الصواب إذا قلنا، إنّ في هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي توجب على العامة التغيير، ما يدلّ على أنّ من المنكرات، كمنكرات الحكام، ما يلزمه الثورة العامة والعصيان من الأمة حتى تغيره، لأنّها إذا عزمت أمرها، وتقوّت بجمعها، قدرت على التغيير".


وإنّ ما حصل في تونس يؤكّد لنا أيضا سنة إلهية عامة في الكون، وهي قدرة أي شعب على التغيير إذا تكتّل على فكرة وعمل بجد على تحقيقها.


والآن، بعد أن سقط نظام الطغيان والطاغوت، علينا أن نسأل أنفسنا: ما العمل؟ وهل انتهى دور الأمة برحيل بن علي وسقوط نظامه؟
إننا نرى لزوم مواصلة الكفاح والنضال من أجل بناء دولة على أسس سليمة؛ دولة تقوم على فكرة واضحة محدّدة، وعلى نظام عادل يرعى شؤون الناس رعاية صحيحة.
فمنذ الاستقلال قامت الدولة التونسية على فكرة العلمانية أو اللائكية، وتبنت سياسات اشتراكية ورأسمالية، إلا أنّها لم تنجح في تحقيق نهضة ولا توفير رفاهية، وظلّ الحال كما هو.
علينا أن نفهم، أنّ المشكلة الأساسية ليست في النظام بأشخاصه وأجهزته، إنما في النظام بأفكاره ومفاهيمه المنبثقة عن قاعدته الفكرية أي اللائكية التي تفصل الدين عن الدولة.
هذه اللائكية هي التي أوجدت انفصام الشخصية في الأمة، فترى الشخص في المسجد يستمع للإمام في صلاته وهو يقرأ قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}، أو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ثمّ يخرج للشارع فيرى نقيض ذلك.
هذه اللائكية التي تريد تغييب الإسلام عن الحياة في بلد الزيتونة، هي التي أوجدت معاداة الإسلام وكل ما يصدر عن الإسلام، فأفرزت أمثال محمد الشرفي وعبد المجيد الشرفي وألفة يوسف وآمال قرامي ورجاء بن سلامة وغيرهم من دعاة الحضارة الغربية الحداثية.


هذه اللائكية التي يريد بعض الناس اليوم تثبيتها عبر حكومة وحدة وطنية، وعبر شعار الحريات والديمقراطية، وعبر ما يسمى باللجان المستقلة، هي اللائكية التي حكم بها بورقيبة وبن علي.
إنّ تونس، بلد الزيتونة، تحتاج إلى بناء دولة جديدة؛ دولة تقوم على الإسلام وعلى نظام الإسلام. فإذا جربنا الاشتراكية والرأسمالية من قبل، فلماذا لا يأخذ الإسلام فرصته الآن؟ لماذا لا نحكم بالإسلام الذي هو ديننا؟


إننا ندعو الشعب التونسي المسلم ليحمل راية الإسلام، وليقيم دولته على أساس الإسلام. وإننا ندعو العلماء ليشاركوا الشعب ثورته ولقيادة الناس بالإسلام. وأخيرا ندعو الجيش الذي أثبت حبّه لهذا البلد أن يستلم السلطة ويعيدها إلى الأمة لتنصّب خليفة يبايع على العمل بالكتاب والسنة، وساعتها سنقضي على الفساد، ونعيد للناس كرامتهم المسلوبة؛ لأنّ الإسلام هو النظام الرباني العادل الذي سيوفّر للشعب الكرامة والعيش الكريم من ضمان للحاجات الأساسية وتوزيع عادل للثروات.


قال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
09 صفر 1432هـ


المصدر: مجلة الزيتونة










مختارات من رسائل المجموعات البريدية Tns20110115
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الثلاثاء يناير 18 2011, 01:12



التاريخ الهجري 11 من صفر 1432 16/01/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 11
إلى أين يا تونس؟

بعد أن دفعت التظاهرات العارمة في الشارع التونسي الرئيس بن علي إلى الفرار إلى السعودية، تاركاً وراءه تاريخاً أسود يملؤه الظلم؛ حيث لم يبق من السوء شيء إلا أتاه، من قتل وسجن وتعذيب وكمٍّ للأفواه ومن تجويع لعباد الله ونهب للثروات وسلب للخيرات ورفض لإعطاء أبناء هذه الأمة حتى الفتات!! أما الإسلام ومحاربته فقد كان بن علي رأس حربة مسمومة عطلت القرآن وأماتت السنة المشرفة، فحارب الإسلام وكل ما انبثق عنه، وأشاع الفاحشة وأجواء الفساد والإفساد... وأما حَمَلَة الإسلام والدعوة من شباب حزب التحرير وغيرهم فقد فعل وفعل، وها هم يقبعون في سجون تونس الرهيبة الإجرامية الإرهابية لغاية هذه اللحظات!! وتونس والعالم لم ينسوا ما حصل في ثمانينات القرن الماضي لشباب حزب التحرير وغيرهم لا لشيء إلا لأنهم عملوا لتطبيق الإسلام كما طلب الله وأمر...
أما الآن فإلى أين يا تونس؟
1- هل ستنتهي تلك التظاهرات العارمة بتسلم أحد معاوني بن علي زمام الأمور!؟
2- هل ستنتهي الأمور ببقاء هذا الدستور الوضعي الظالم والذي تمّت كتابته وصياغة مواده في أوروبا!؟ هل سيستمر تطبيقه!؟
3- هل ستنتهي تلك الدماء التي سفكت لمصلحة أمريكا وأوروبا مرة أخرى!؟
4- هل ستسخَّرُ وتُركَبُ موجةُ التظاهرات العارمة هذه لتخدم مصالح الفاسدين والمفسدين محلياً... كما يحصل دائماً بعد كل حدث من هذا القبيل في عالمنا الإسلامي!؟
أيها الحكام في بلاد المسلمين:
1- إن ما رأيتم اليوم في تونس يمثل المشاعر الحقيقية للأمة الإسلامية تجاهكم!!.
2- إن الأمة الإسلامية تلعنكم في الليل والنهار... وتنتظر لحظة معاقبتكم على جرائمكم وخياناتكم وإرهابكم وظلمكم للإسلام وأهله!!
3- إن رفض ساركوزي دخول بن علي إلى فرنسا ورفسه برجله!! يبين ما سيحصل لكم من أسيادكم في أمريكا وأوروبا!! ولكن هل سيكون هناك آل سعود تفرون إليهم!!
أيها المسلمون:
إن بيننا وبين عودة الإسلام (الخلافة) أقلَّ من شعرة!! وحملة الدعوة من شباب حزب التحرير يعملون لها في الليل والنهار، فدوروا أيها المسلمون حيث دار حملة الدعوة، واعلموا أن العزة لله ولدينه... فكونوا مع الله تعزوا وتنتصروا.

(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ)


عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي المركزي
عنوان المراسلة وعنوان الزيارة
المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010
كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني
بيروت لبنانتلفون: 009611307594
جوال: 0096171724043
بريد إلكتروني: media@hizb-ut-tahrir.info






طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الأربعاء يناير 19 2011, 16:46


بسم الله الرحمن الرحيم



حكمُ الطاغية بن علي خرج من الباب في الخفاء



ثم عاد من الشباك، بل من الباب، بعد كلِّ سفكِ الدِّماء!




أُعلن في 17/1/2011م تشكيل حكومة في تونس برئاسة الوزير الأول، القديم الجديد، محمد الغنوشي الذي كان العضدَ والساعدَ للطاغية الهارب بن علي. لقد شُكِّلت الحكومة في غالبيتها من حزب الطاغية، التجمع الدستوري، واحتفظ ستة وزراء من حكومة بن علي بمناصبهم في الحكومة الجديدة، ومن هذه المناصب الوزارات "السيادية": الدفاع والداخلية والمالية والخارجية... ثم ضَمَّ الغنّوشي إليها ثلاثةً من أحزاب المعارضة في وزاراتٍ هامشية لإيجاد مظهرٍ خادع لما سمي بالوحدة الوطنية! وهكذا حافظت زبانية بن علي من خَلْفِه على "استمرارية" حكمه وحكم حزبه حتى وهو مطرودٌ فارّ!

لقد ولغ هؤلاء في الدماء الزكية التي سفكوها طوال ثلاثين يوماً منذ بدأت شرارة انتفاضة الناس في 17/12/2010م، بعد أن ألجأ الجوعُ والفقرُ والمرضُ والبطالةُ، ناهيك عن الجورِ والظلم، ألجأ الشابَّ "البوعزيزي" وهو في مقتبل عمره إلى "الموت" بعد أن داس زبانيةُ النظام الجائر عربتَهُ التي كان يبيع عليها بضاعةً بسيطة لا يكاد دخلها يسدُّ رَمَقه! ثم تتابع تحرك الناس ضد النظام الجائر، وهم يطلبون العيشَ الآمن، تحت حكم الإسلام العادل، في بلد نَهَبَت السلطةُ ثروتَه وخيراتِه، فملكت القصور والدُّثور، وتركت عامة الناس في فقرٍ مُلجئٍ للقبور!

أيها الأهل في تونس،

أيها المسلمون:

إن بطولاتِ أهل تونس ضاربةٌ جذورُها في عمق التاريخ منذ أكرمها الله سبحانه بالإسلام، فأصبحت من مناراته التي بها يُهتدى، وانطلقت منها شرارة الفتح لشمال أفريقيا والأندلس... وعُرفت ببلد عُقبة الذي انطلق منها حاملاً الإسلام إلى شمالي أفريقيا حتى وصل شواطئ المحيط الأطلسي، فوقف أمام أمواجه الهادرة مخاطباً: لو كنت أعلم أن وراءك أناساً لخضت عُبابك بسنابك خيلي فاتحاً!

هكذا هي تونس الخضراء، وهكذا كان أبناؤها، رجالاً مجاهدين: }رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ **.

إن الشقاء لم يدخل إلى تونس إلا بعد أن تمكن الكفار المستعمرون بزعامة فرنسا آنذاك من احتلالها واقتطاعها من دولة الخلافة العثمانية سنة 1881م، فعاثت فيها الفساد والإفساد، وأخذتها بالقهر والبطش والطُّغيان... ومع ذلك فقد قاومها الأبطال المسلمون في تونس، واستشهد منهم الألوف، واستمروا يرصُّون الصفوف، وهم يحملون أرواحهم على راحتهم في سبيل الله، كلما سمعوا هيعةً طاروا إليها، حتى نصرهم الله القوي العزيز، واضطُّرت فرنسا للخروج مهزومةً مدحورة منتصف القرن الماضي... ولكن، وقبل أن يهنأ أهلُ تونس بثمرة انتصارهم فيعيدوا حُكمَ الإسلام إلى تونس، قام نفر من أهلها اشتروا عروشَهم بدينهم، فاستبدلوا بريطانيا بفرنسا، وكان حكم "بورقيبة" و"بن علي" اللذين أذاقا الناس الأمرَّيْن! وأصبحت تونس مغنماً لجشع السلطة المحلي، ومسرحاً للصراع الدولي، وبخاصةٍ بعد أن أطلّت أمريكا برأسها "تحاول" في تونس اقتفاء أثر أوروبا العجوز!

نذكر اليوم ذلك الذي مضى، ونحن نرى أنَّ الدماء الزكية التي سُفكت قد أُجهِضت هي الأخرى، فقبل أن يهنأ الناس بثمرتها، فيغيروا نظام الطاغية بن علي، ويقيموا حكم الإسلام، ويعيشوا في أمن وأمان، ها هو يعود حكم الطاغية من جديد، وبالوجوه نفسها التي لم تحفظ حرمةً للبلاد، ولم تُقِم عدلاً بين العباد!

أيها الأهل في تونس،

أيها المسلمون:

ليست المشكلة في شخص الطاغية بن علي، وإنما هي في النظام الوضعي الذي تركه من خلفه فهو الذي يُنتج الطغاة... وما كان للدماء الزكية التي سالت على أرض تونس الطهور، أن يُنسى خبرُها، ويُعفى أثرُها، وهي ترى أزلام الطاغية يتولون أمرها من جديد! أليس المبزّع والغنّوشي والقلّال هم من أركان حكم الطاغية الذي ولغ في دماء الأبرياء؟ ألم يكن هؤلاء الوزراء القدماء الجدد شركاء للطاغية وشهوداً على سفك تلك الدماء؟ إن دماء أبنائكم الزكية التي سالت على أرض تونس الطهور لن تغفر لكم رضاكم بحكم المبزّع والغنّوشي والقلّال وأزلامهم الذي سفكوا تلك الدماء، وعاثوا في الأرض الفساد... إنها لن تغفر لكم إلا أن تحققوا ما سُفِكت لأجله: اقتلاعَ النظام الوضعي الجائر من جذوره ورموزه، وإقامةَ حكم الله، "الخلافة الراشدة" مكانه، فتشرقَ الأرضُ بنور ربِّها، ويعمَّ الخيرُ جميع أهلِها، ويفرحَ المسلمون بنصر الله.

أيها الأهل في تونس

أيها المسلمون:

إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير يستنهض هممكم لتجيبوا نداء الدماء الزكية التي سُفِكت خلال انتفاضتكم العظيمة طوال ثلاثين يوماً:

إن تلك الدماء تناديكم أن لا تُضيِّعوها سُدىً بسكوتكم على النظام الوضعي الجائر فوق رقابكم...

إن تلك الدماء تناديكم أن تَقْلعوا النفوذَ الغربي وأدواتِه وعملاءَه المضبوعين بثقافته من بلادكم...

إن تلك الدماء تناديكم أن تجيبوا داعي الله فتقيموا الخلافة الراشدة، وعدَ اللهِ سبحانه وبشرى رسوله r لكم..

إن تلك الدماء تناديكم أنْ هكذا تكون الحياةُ الطيبة ويزول الشقاء، بنبذِ قوانين البشر، واتباع قوانين رب البشر:

}فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا{،

فهل أنتم مجيبون؟

الرابع عشر من صفر الخير 1432هـ

18/1/2010م
حزب التحرير
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الخميس يناير 20 2011, 14:43





بسم الله الرحمن الرحيم



أما آن للحركات الإسلامية في بلاد العالم الإسلامي التي تعترف بشرعية الأنظمة أن تستيقظ؟


دكتور حازم بدر- فلسطين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد,
قبل الإجابة عن هذا التساؤل أقول: بعد تغييب الإسلام عن الساحة السياسية الكونية بهدم دولته, دولة الخلافة, مطلع القرن الماضي, تحركت (ولا زالت) العديد من المنظمات والحركات والأحزاب الإسلامية من أجل الإسلام, مع اختلافها في الأهداف والتصورات والأفهام وطرق العمل (ولسنا هنا من أجل نقاش هذه المناهج بالتفصيل). وهكذا سارت هذه التنظيمات تدعو إلى دين الله حسب رؤيتها, كل معتقدة أنها تسير في الإتجاه الصحيح. ولا شك أن كل من قام مخلصا للعمل للإسلام حتى لو أختلفنا معه, وحتى لو كان فهمه مرجوح, وطريقته وأهدافه لا تخدم الإسلام كثيرا ... أقول: ما دام من قام يعمل للإسلام هجرته لله ودينه, فهو بإذن الله صادق وفي رضا الله. ولكن ... ليس كل العمل للإسلام يخدم قضية الإسلام, ويخدم ما يطلبه الإسلام من أبناء المسلمين تجاه دينهم, فالإخلاص للدين مطلب شرعي أساسي حتى يقبل العمل, لكنه لا يكفي, فالوعي على أحكام الدين, ومقتضيات العمل والتغيير مهم بنفس الدرجة حتى لا نضل عن القضايا المركزية التي يجب أن يعمل لها أبناء المسلمين أثناء سعيهم للتغيير.
ما هي قضية الإسلام؟
لا يماري أحد أن الإسلام دين ونظام ودولة, وأنه لا دين سواه. وقضية الإسلام منذ أن أرسل رسول الخير محمد (صلى الله عليه وسلم) هي إحتكام الناس إلى أنظمته في دولة الإسلام. وهذا ما حصل قطعا على يد الرسول حين أقام دولته, وما سار عليه المسلمون في دولتهم العظيمة الجامعة (دولة الخلافة) على مدار ألف وثلاثمائة سنة من الحكم بالإسلام ونشره, فكانوا خير أمة أخرجت للناس, وسعدت البشرية كلها بتطبيق الإسلام. لكن الدولة هدمت, وتفرق المسلمون وذهبت ريحهم, وتكالب العالم عليهم تقتيلا وتفريقا ونهبا. وطالما أن الإسلام قطعا دين ودولة, كان الواجب على كل من يريد اعزاز الدين, أثناء عمله للتغيير, أن يفكر في هذا القضية, ولا يتلهى بغيرها, خصوصا وأن أعداء الدين يحرصون على تضليل من يعمل للإسلام, حتى ينصرف عن التفكير بتحكيم الإسلام في دولته مرة أخرى.
حقائق نبني عليها النقاش
بعد أن هدمت دولة المسلمين الجامعة, والواجب أن توجد في حياتهم, أصبحنا نعيش في دول متفرقة صنعها المستعمر, وأصبحنا نرسف تحت أغلال أنظمة تعادي الإسلام, أنظمة عميلة تحارب الوحدة, وتطبق أنظمة غير إسلامية, وتقدم بلادنا طبقا للنهب لكل طامع, فصرنا أذلة فقراء مطاردون متهمون يضربنا أراذل الناس ليل نهار. وعندما وجدت هذه الأنظمة أن المسلمين بدأوا يتحسسون تغيير حالهم حرصت على أن لا يعرفوا كيف ينتفضون وينهضون ويغيرون واقعهم, وعملت على أن تكون أفهام من يعمل للإسلام ضبابية إلى حد كبير, خصوصا وأن المطلوب الأساس في التغيير والخلاص هو التخلص من سبب تردي حال المسلمين, وهو تفرقهم في دول تابعة للغرب, وعدم وجود المسلمين في كيان سياسي واحد هو دولة الإسلام. وقد نجحت الأنظمة في جعل فريق من أبناء المسلمين (يشتغل) للإسلام تحت عباءتها, ومن خلال منظومتها الفاسدة, وبذلك احتوت عملهم وأمنت خطرهم. وبهذا انتهى المسلمون المضطلعون بالتغيير إلى فريقين أساسيين: فريق مبدئي (غير مضلل) يدرك أن الخلاص يكون بمعاداة الأنظمة والإنقلاب عليها وعدم مهادنتها, وقيادة المسلمين إلى تحكيم الإسلام في دولته الواحدة, وفريق أقل ما يقال فيه أنه غير واع ومضلل يعترف بالأنظمة وشرعيتها ويعمل من خلال منظومتها الفاسدة التي تعادي الإسلام.
ما المطلوب من العمل الإسلامي؟
إن من لا يتعامى عن الحقائق القطعية السالفة في حال الأمة والتغيير الواحب يدرك أن المطلوب من العمل الإسلامي تغيير جذري يأخذ الأمة إلى التخلص من الأنظمة الغاشمة التي تحكمها, تغيير لا يعترف إطلاقا بهذه الأنظمة التي تحارب الإسلام خدمة للمستعمر, تغيير يعمل من خارج منظومة هذه الأنظمة المجرمة وليس من داخلها (حكومة ومؤسسات وبرلمانات) من أجل هدمها, تغيير يعتبر حكام المسلمين أعداء, تغيير لا يبتلع طعم الأنظمة بالتصالح معها بينما هي تتصدى - بكل بسالة و إخلاص- لكل من يرفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله", تغيير صادق غير مضحوك عليه, تغيير يقود الناس إلى العود الحميد إلى فهم الإسلام الصحيح, تغيير يقود الناس إلى أن يسوسوا أمورهم بالإسلام من خلال تطبيقه في دولة الإسلام كما كانوا, تغيير يعيد للمسلمين وحدتهم الواجبة وعزتهم المسلوبة.
ماذا تريد الأنظمة من الحركات الإسلامية ؟
بعد أن أدركت الأنظمة الغاشمة في بلاد العالم الإسلامي أن هناك عاملون مخلصون واعون لإعزاز دين الله, وإعادة الحكم بالإسلام, فإنها باتت تريد شيئا واحدا من تلك الحركات ( التفافا على عملها): أن لا تنادي وتعمل من أجل زوالها. فإن حصل هذا (أي قبلت الحركات من حيث المبدأ التعايش مع أنظمة الجور والتبعية) فإن الأنظمة تعتقد جازمة أن شيئا لن يحصل ليهدد بقاءها. ولا يهم تلك الأنظمة بعد ذلك أن يرفع من (يعمل) للإسلام أي شعارات يريدها مثل "الإسلام هو الحل" أو "نريد أن نحتكم للإسلام" أو حتى "نريد خلافة" طالما أنه في جيبها ويعترف بها كأنظمة شرعية, ويعمل في مؤسساتها وتحت عينها. وهكذا يستمر التضليل للعمل الإسلامي, ولا يحقق شيئا, بل إن مشاركة (الإسلاميين) في منظومات الحكم في العالم الإسلامي يضفي الشرعية عليها, ويصعب مهمة من يريد التخلص من هذه الأنظمة المستبدة من أبناء المسلمين المبدئيين. وبالمناسبة, فإن موقف الأنظمة هذا مدعوم من الغرب ويحظى بمباركته.
ماذا يريد الغرب الذي يحارب الإسلام من الحركات الإسلامية؟
يدرك كل عاقل أن سياسة الغرب المعلنة تجاه من يعمل للإسلام تقوم على تقسيم المسلمين إلى أصولين متطرفين ومعتدلين, وتقوم على مساندة ما يسمى بشبكات الإسلاميين (المعتدلين) وإبرازهم تضليلا, وحتى إيصالهم إلى الحكم, طالما أنهم لا يشكلون خطرا على أسس وسياسات الكيانات السياسية في بلاد المسلمين, ولا يشكلون خطرا على وجود الغرب في بلادنا. وما يحصل في تركيا (التي ظلت علمانية حتى النخاع وتنفذ سياسات أمريكا واسرائيل حتى بعض وصول ما يسمى بحزب العدالة والتنمية "الإسلامي" إلى سدة الحكم) أكبر دليل على مخططات الغرب التضليلية في عمل الحركات الإسلامية, حتى أصبحت هذه الحركات الدستورية, التي أوصلت إلى الحكم, عميلة للغرب وتنفذ مخططاته. والمؤلم أن كثيرا من أبناء المسلمين ينخدعون بتلك الحركات والأحزاب, ويظنون أنها تحقق إنجازات تخدم الإسلام والمسلمين. إن قراءة بسيطة لحزب العدالة والتنمية التركي (الإسلامي) تري كيف أنه يعلن أنه بعيد كل البعد عن الإسلام, وأفكار الإسلام, وسياسة الإسلام. فهو يعلن عن نفسه أنه ليس معاد للغرب وأنه يؤمن بالديمقراطية, وأنه يريد لهوية تركيا أن تكون أوروبية, وهو حليف ليهود ويقيم معهم معاهدات عسكرية وغيرها, وأنه يريد أن يلعب دور العراب في ما يسمى محادثات سوريا ويهود السلمية, وأنه قبل كل شيء موال لأفكار أتاتورك. وبعد ذلك, وللأسف, نرى من يعتبره بطلا إسلاميا. إن مثال حزب العدالة والتنمية يراد له أن يتكرر في غير مكان في العالم الإسلامي اليوم حتى يلتف على عمل أبناء المسلمين الواعين المخلصين ممن تحاربهم أمريكا وأوروبا والأنظمة الغاشمة العميلة لها.
المواصفات التي يريدها الغرب في الحركات الإسلامية حتى يرضى عنها ويقبل بوجودها
إن الغرب تقوده أمريكا يعلن عن مواصفات يرغب ويعمل أن تكون في الحركات الإسلامية في بلاد المسلمين, حتى يناصرها في مواجهة من يصفه بالإرهاب والتطرف من ابناء المسلمين الذين لا يقبلون بالتعايش مع الأنظمة العميلة له. والغرب إذ يعلن ذلك, فإن كثيرا من أبناء المسلمين يعمى عليهم خطط وبرامج الغرب, ولا يدركون أنه يراد لهذه الحركات (التي يريدها الغرب بل ويحبها) أن تقف بالمرصاد في طريق من يريد التغيير الحقيقي ولا يقبل أن يكون مطية للأنظمة وسياسات المستعمر. لقد آن الأوان أن يعرف أبناء المسلمين ماذا يحاك لهم, آن الأوان لأن يقرأ أبناء المسلمين ويتابعون ما يصدر عن دوائر السياسة الغربية فيما يتعلق بالحركات الإسلامية, وآن الأوان لأن يرفع كثير منا رؤوسهم من التراب ليروا الحقائق كما هي. وأول تلك الحقائق أنه ليس كل من يظهر لنا أنه يخدم الإسلام وشكله إسلام وحديثه بعض إسلام هو في الحقيقة يقدم خيرا للإسلام! إن من لا يهدد (من الإسلاميين) الأنظمة التي يعمل من تحت سقفها وبمباركتها وبمباركة أمريكا والغرب, ولا يشكل خطرا على وجودها, لا يجب أن يضحك على ذقوننا, ولا يجب أن يحظى بثقتنا, وعلينا أن نكون أكثر وعيا في الحكم على تلك الحركات الملونة والمشبوهة, وما (تنجزه) للإسلام. كفانا مكابرة, كفانا استهتارا بقضايانا, وكفانا تعطيلا لعقولنا. دعونا نرى الحقائق كما هي. ومن تلك الحقائق أن الأنظمة ومن ورائها الغرب يحرك بعض الحركات لمصالحه, ومن الحقائق أن هذه الحركات تقدم خدمات للكفار والأنظمة علمت بذلك أم لم تعلم, ومن الحقائق أن تلك الحركات لا تحقق شيئا في أرض الواقع مع أنها تظن ذلك, ومن الحقائق أن الواقع ينطق أن تجاربها بالتحالف مع الأنظمة والإعتراف بها, لا توصلها إلى شيء, ومن الحقائق أنه لا يكفي أن تحب تلك الحركات الإسلام بل أن تكون واعية على عملها, وأن لا تكون مغفلة مضحوك عليها وتستخدم, وأخيرا من الحقائق أن الله سيحاسب تلك الحركات على أفعالها وأقوالها وسياساتها, وليس فقط على نواياها, فالنوايا وإن كانت صادقة, لا تكفي عند لله, كمبرر للإرتماء في أحضان الأنظمة والسير في ركابها ومهادنتها, كما أن الصلاة والصيام والقيام واللحى الطويلة ليست مسوغا يتخذ للتدليل على صدق العمل للإسلام, بينما نقف في صف الأنظمة ونعمل معها.
إن الغرب يريد إسلاميين (معتدلين) يتعايشون مع الكفر, ومع الأنظمة الغاشمة في بلاد المسلمين, إسلاميين لا يختلفون عن الليبيراليين العلمانيين إلا في الشكل. والناظر بتدبر في طروحات بعض الحركات الإسلامية المحتواة من الأنظمة يرى جليا أنها لا تخلتف عن طروحات الحركات العلمانية, وكفانا تشويها للحقائق ولعبا بالألفاظ: إسلامي ... وطني ... علماني ... ليبيرالي ... دعونا نحاكم الأعمال والأقوال والسياسات, بعيدا عن المسميات والشعارات والأشكال. وإن مثال حزب العدالة والتنمية التركي (الإسلامي) أكبر شاهد نقيس عليه. إن حزبا كحزب العدالة يدعي الإسلام, بينما هو في سياساته وطروحاته يتفوق على أبشع العلمانيين ... إن حزبا كهذا أصبح أخطر على الأمة الإسلامية ألف مرة من أي حزب تركي علماني.
كيف تفكر الحركات الإسلامية التي تعمل مع الأنظمة وتحظى برضى الغرب؟
1. إن هذه الحركات حركات واقعية تسعى لمعالجة القضايا بمعزل عن مبدأ الإسلام, جاعلة الواقع الفاسد الميزان والحكم والمرجع, وصولا إلى عدم القدرة في النهاية على تصور الحلول لقضايا المسلمين إلا من خلال الواقع نفسه, وعدم تصور المنهج إلا الذي عليه الواقع الفاسد, وهذه هي القاصمة التي تقصم الدين.
2. وهذه الحركات لا تحدد أفكارها, وهي تسير بوسائل مرتجلة وملتوية, وهي تدعو إلى الإسلام بشكل مفتوح, محاولة تفسيره تفسيرا يتفق مع الأوضاع القائمة, الأوضاع التي ترضي الأنظمة والغرب.
3. وهذه الحركات لا تسعى للإنقلاب على الواقع الفاسد, وتكتفي بترقيعه, تجميلا لصورة النظام البشع, الذي تعمل من تحت عباءته, على أساس أنه شرعي عندها لا يمكن الخروج عليه. وقيادات هذه الحركات, تعلن وعلى الدوام, أنها لا تستهدف النظام, وأن أقصى ما تطلبه هو في أن يتحسن أداؤه تجاه بعض القضايا في هذا الوطن أو ذلك. وهي بذلك لا تدرك عوامل تغيير المجتمعات, ولا تعي على ما يجب أن يكون عليه موقفها من النظام والقوى السياسية وأعداء الإسلام, فهي, كما قلنا, تنطلق من أن النظام الفاسد - الذي تحكم به الأنظمة الموالية للغرب في بلاد المسلمين - لا يحتاج لأن يهدم كليا, بل يمكن أن يرقع, وكفى الله المؤمنين القتال, وأنه يمكن أن نتحالف مع أية قوة سياسية, علمانيها قبل إسلاميها, وأن الكفار يمكن أن تلتقي مصالحنا معهم, فرأي العالم الحر الطيب عنا مغنم! وبذلك, فإن هذه الحركات تحافظ على الأوضاع القائمة, مستهدفة شكلا من أشكالها, في بعض إصلاح وترقيع لا ينال إلا الجدران, ولا يتعرض للأسس والثوابت . إن مشكلة قيادات هذه الحركات أنهم يقومون على دعوة مفتوحة, لأي شيء يحسبون أنه يخدم الإسلام, دون أن يعرفوا مقومات التغيير المطلوب, ودون أن يأخذوا بأسبابه وسننه, ولذلك نراهم يقصرون الأمر على سبل لا تغير الواقع في الحقيقة, وهو أمر ينطوي على تضليل وتيئيس, وينطوي على سذاجة من جهة, وعلى المحافظة على مكاسب وجودهم في الساحة, ورضا النظام الفاسد عنهم من جهة أخرى.
4. وهذه الحركات الواقعية محلية النظرة والعمل, وعالمية التصور والتحرك التي تستغرق الأمة كلها لا تعنيها. وهي في إقليميتها, لا تقدم لجماعة المسلمين الخلاص, فهي لا تعرف شيئا عن قضايا الأمة المصيرية (كتطبيق الإسلام في دولة جامعة للمسلمين وتوحدهم مرة أخرى), وتخلط بين أحجامها وأهميتها, وديدن تلك الحركات تقزيم القضايا, وبالتالي الحلول, في سبيل إنجازات آنية مستعجلة مستفيدة.
5. وهذه الحركات تحاول أن تظهر على أنها معاصرة ومعتدلة, متذرعة بمرونة الإسلام ومطياعيته. ولأن التوجه الفكري والسياسي لديها لا يمكن التراجع عنه لأنه مرسوم لها, فلا بد إذن من توجيه اللوم إلى من يتشددون في أمر الدين, ولا يقبلون المساومة, فهؤلاء (المتشددون) بحسب تلك الحركات, يريدون الفتنة, لأنهم يدعون للخروج على الأنظمة, وتطبيق الإسلام تطبيقا إنقلابيا. وبهذا فإن تلك الحركات تؤصل لمنهج تبريري يساوم على كثير من أحكام الإسلام, ولا يحصل على أية مكاسب لنفسه في ظل سلطة النظام الفاسد, إلا بمقدار ما يتنازل عن الإسلام, الأمر الذي يقدم للناس مثلا سيئا يعلمهم النفاق. وهكذا, فإن تلك الحركات مستعدة لتطويع الإسلام, ليقبل أن يكون فيه ما ليس منه, مؤولة لأحكامه لكي تتناسب مع مقتضيات الواقع, ومتأثرة بالأفكار والأحكام والمقاييس المناقضة للإسلام, حتى غدت تلك الحركات من أدوات الواقع الذي يستغله أعداء الإسلام, فتراها تقبل أن يتهم الإسلام, ما يؤدي إلى الركون إلى قوى الشر كشيء لا مناص منه. أما ابرز ما تدعو إليه تلك الحركات التي تعمل مع الأنظمة, تأصيلا لمنهج التبرير والتأويل والانبطاح الذي تقوده: العقلنة, وفقه الواقع, وفقه المصالح, والضرورات والموازنات, وأن الصحوة الإسلامية عندها هي حركة تقدم وتوجيه وليست موجهة ضد أحد لا في الشرق ولا في الغرب (وهي لا تريد أن يفهمها أحد خطأ, فمن قال أنها تريد أن تطبق الإسلام وحدوده؟! ومن قال أنها تريد دولة إسلام؟) وأن التقارب الحضاري مطلوب حتى لو قتل آخر مسلم على يد الجنود الأمريكان (وأننا نأمل أن تكون سياسة أوباما أفضل من غيره, ونرجو أن يكون عادلا وأن يستمع للمسلمين حتى ينصفهم), وأن مهمة العمل الإسلامي (تجديد) الدين, وأن العمل الإسلامي مع الحرية والديمقراطية والحوار مع العقلاء, من العلمانيين والحكام والغرب, والتعايش بين الحركات الإسلامية والسلطات القائمة في بلاد المسلمين, والإستعانة بدول الكفر في دعم قضايانا, والتحاكم إلى (الشرعة) الدولية (والرباعية) فهي مظلة الجميع, ومداهنة الحكام والسكوت عنهم (بينما هم في حرب شرسة ضدنا, لكن مهما حصل منهم فهم ظهرنا وأخوتنا؟!), والدخول في برلماناتهم, والتذرع بإتخاذ ذلك وسيلة لإقامة الدين وربما الخلافة, وغير ذلك.
6. هذه الحركات شخوصية, لأنها تقدم الأشخاص على الأفكار, وهي تدفع أصحابها لتقديس قياداتها, معطلين التفكير الجدي والمنتج, فتصبح الكلمة النهائية عندهم ليست للفكرة, بل لتلك القيادات التي طغى عليها فساد الواقع. ولأن تلك الحركات ليست مبدئية, فهي تصر على مواقفها ولو عرفت الحق. وهي سريعة النسيان وتتنكب باستمرار, فمهما أثبتت الوقائع والحوادث خطأ مواقفها, فهي لا تتعلم من الدرس. ولذلك تراها تتهم المبدئيين (ممن لا يقبلون بالتعايش مع الأنظمة الفاسدة) وتناوؤهم, وتتهمهم بالتحجروالإنغلاق, وعدم التعاون في الانضمام إلى العاملين في الساحة؟!
سياسة الأنظمة تجاه هذه الحركات
إن الأنظمة الغاشمة في بلاد المسلمين سعيدة أن من أبناء المسلمين (ممن يظن أنه يعمل للإسلام) من لا يدعو للقضاء عليها, والتخلص من جرائمها في حق الإسلام والمسلمين خدمة لأعداء الدين. والنظام الفاسد في بلاد العالم الإسلامي يستخدم أبناء هذه الحركات أبشع استخدام لاحتوائهم والترويج لهم, لصرف أنظار الناس عن العمل الإسلامي المبدئي. فتارة يبرزهم النظام, لكن لا يستأصلهم, وتارة يشركهم في منظومة حكمه لإفسادهم وحرفهم ومراقبتهم قبل أن ينبذهم نبذ النواة. وهذا الاستخدام شوه صورة العمل الإسلامي, وأوجد انقسامات بين المسلمين حول قضايا هامشية, وضاعف من حجم الصعوبات التي تواجه حركة التغيير الصحيح. ولا شك أن مشاركة أبناء تلك الحركات الواقعية في الحكم طاعة للطواغيت, وركون إليهم وإطالة في أعمارهم, ما يميع الحل الصحيح, ويخلط فهم الناس عن النظام الفاسد, بعد أن يروا أبناء تلك الحركات يرتمون في أحضانه, متخذهم زينة يحلي بهم قبحه, وممررا من خلالهم كفره وفجوره. إن من غريب ما نرى اليوم وجود حركات إسلامية, تسمي نفسها معتدلة, يقبل بها, ويروج لها الغرب, تتعامل مع ما أوجد الغرب من كيانات مصطنعة في بلاد المسليمين, تعامل الإصلاح وليس الإجتثاث.
هل تستيقظ هذه الحركات التي تعمل مع الأنظمة؟
أقول, وبكل المرارة, لا يتوقع أن تستيقظ هذه الحركات, فالخلل فيها في أساس فكرها وطرقها, فمن يقوم وينطلق في (الدعوة) إلى الإسلام على أساس أن الأنظمة - التي يرزح المسلمون تحت وطأة عمالتها وحربها على الإسلام- شرعية, ولا يلزم الخروج عليها, لن يحصد إلا بوار العمل, وسخط الله, حتى لو كانت نواياه صادقة, ومراده مخلص.
أخيرا أقول ما قاله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10 وقوله تعالى:{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} الجن16 . أسأل الله العظيم أن يوفقنا لأن نستقيم على دينه ودعوته, حتى نلقاه وهو عنا راض. اللهم إنا نسألك الإخلاص الخالص لك في الفكر والعمل إنك سميع مجيب, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
من رسائل مجموعة طالب عوض الله البريدية ومجموعة أحباب الله البريدية
نقلاً عن مجلة الوعي، العدد الخاص 282/283، السنة الرابعة والعشرون، رجب وشعبان 1431هـ ، تموز وآب 2010 م
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الخميس يناير 20 2011, 18:58

بسم الله الرّحمن الّرحيم

خواطر أخت مسلمة

حاملة دعوة – فلسطين

قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [النساء 32[

أيتها الأخوات الكريمات: يقول جل جلاله: (وَلَا تَتَمَنَّوْا)، والتمني فعل متعلق بالحاضر والمستقبل، التمني أن تتمنى شيئًا لا يقع، بينما الترقب أن تنتظر شيئًا يقع، فإذا قلت: ألا ليت الشباب يعود يومًا، فهذا تمنٍّ، والتمني كما يقول بعض الحكماء بضائع الحمقى، يعيش في خيالات وفي أوهام لا تقع، فالله سبحانه وتعالى تطييباً لقلوبنا، وإراحة لنفوسنا نهانا أن نتمنى ما فضل به بعضنا على بعض... فالله سبحانه وتعالى خلق جنس البشر من ذكر وأنثى، وجعل في كل منهما فروقاً في أصل خلقتهما وخصائص عقلية ونفسية وجسمية واجتماعية ينفرد بها كل طرف عن الآخر... وجمع بينهما بأن جعلهما كائنين مكرمين عند الله، مخيرين، مسؤولين، مشرفين، فحينما نقول الجنس البشري ذكر وأنثى فهناك قواسم مشتركة بينهما، وهناك فوارق. فالقواسم المشتركة أكدتها آيات كثيرة. جعلتهما في التكليف سواء، قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب 35[.

فكلاهما في التكليف وفي التشريف وفي المسؤولية سواء، المرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة من الرجل عن رعايته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، فنقاط الاشتراك كثيرة جداً، فهي من بني البشر، وهي إنسان، لها فكرها، ولها مشاعرها، ولها عواطفها، يؤذيها ما يؤذي الرجل، ويفرحها ما يفرحه، ترقى إلى الله كما يرقى الرجل إلى الله، تسمو كما يسمو، وتسقط كما يسقط ، وتنحط كما ينحط، هناك قواسم مشتركة بين الذكر والأنثى، وما أكثرها، لأنهما من جنس واحد، من جنس البشر. قال تعالى: (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) [الروم 21]، أي خلق من جنسكم، من جنس بشريتكم، إنساناً.
ولكن قال تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران 36] وهذا هو الواقع حقيقة، ولكن، فحينما يتجاهل الرجل ما تتميز به الأنثى فإنه يقع في خطأ كبير، وحينما تتجاهل الأنثى ما يتميز به الرجل فإنها تقع في خطأ كبير، فلذلك ورد في أسباب نزول هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى حينما فرض الفرائض، وفرض للذكر مثل حظ الأنثيين تمنت النساء أن يكون لهن في الإرث نصيب كنصيب الرجل، وحينما فرض للذكر مثل حظ الأنثيين تمنى الرجال أن يكون أجرهم في الآخرة مثلي أجر المرأة، فجاءت الآية الكريمة، (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)، فالحق أن الله سبحانه وتعالى أعطى لكل نوع خصائص تعينه على أداء مهمته، ففي أصل التصميم صممت المرأة لتكون زوجة ولتكون أماً، فأعطيت من الخصائص الجسمية والخصائص النفسية، وهو شدة عاطفتها، ومن الخصائص الاجتماعية تعلقها بزوجها، ومن الخصائص الفكرية اعتناؤها بالجزئيات... ما يؤهلها لتكون زوجة ناجحةً، وأماً ناجحةً، فهذه الخصائص التي اختص بها الله سبحانه وتعالى النساء كجنس بنيت على حكمة بالغة وكانت من لدن عليم خبير، قال تعالى: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر 14[.

وفي المقابل خص الله سبحانه الذكور بخصائص جسمية ونفسية واجتماعية وعقلية ومن اهتمام بالكليات لا بالجزئيات تتناسب مع كسب الرزق ومع الحركة خارج البيت ومع قوامتهم على النساء.
هناك إشارة لطيفة إلى أن عمل الرجل خارج البيت هو كسب الرزق، وأن المرأة مهمتها الأولى تربية الأولاد، وهي سكن لزوجها، وهو قائد لمؤسسة البيت، فهناك تناغم وتكامل بينهما، هناك صفات إنسانية مشتركة بين الذكور والإناث، كلاهما مكرم عند الله، وكلاهما مشرّف عند الله، وكلاهما مكلف من الله، وكلاهما مسؤول أمام الله، ولحكمة أرادها الله جعل امرأة الطاغية فرعون آسية صدّيقة، وبكل ثقله وكل جبروته وكل قوته وكل ألوهيته المزعومة، ما استطاع أن يقنعها أن تعبده، ولا أن تقر بألوهيته المزعومة، قالت ما يوضح أن المرأة صاحبة قرارها ومكلفة به، ومسؤولة عنه، ومحاسبة عليه... فهي كالرجل، ولا يتحمل عنها شيئاً من التكليف مهما كانت درجة قرابته منها... قالت ما قاله الله تعالى عنها: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [التحريم 11[

فمما أراد الله سبحانه من هذه القصة أن يعلم النساء جميعاً أن المرأة مستقلة في دينها عن زوجها، تحاسب عن دينها، ولتعلم أيضاً أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلذلك معظم النساء حينما يقلن: هكذا يريد أزواجنا وهو في رقبتهم... هذا كلام مرفوض، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فهي مكرّمة كما هو مكرّم، وهي مشرّفة كما هو مشرّف، وهي مكلّفة كما هو مكلّف، وهي مسؤولة كما هو مسؤول، هذه من نقاط الالتقاء.

أما نقاط الاختلاف فإذا تجاهلناها وقعنا في فساد عريض حيث قال الله عز وجل: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب[ 33]. فالأصل أن المرأة تقوم بأخطر عمل أناطه الله بها حينما تقر في بيتها لتربية الأولاد. فالمرأة التي تربي أولادها، وتدفعهم إلى المجتمع عناصر ملتزمة مخلصة واعية هي امرأة عظيمة؛ لأن شهاداتها الحقيقية ليست تلك الأوراق التي تعلق على الجدران، إن شهاداتها الحقيقية أولادها الذين ربتهم ودفعتهم إلى المجتمع، وكثيراً ما نعثر على شباب يلفتون النظر بأخلاقهم، ويلفتون النظر برحمتهم، ويلفتون النظر بتعاونهم، ويلفتون النظر بحبهم للخير، ولو دققنا وبحثنا لوجدنا أنهم تلقوا تربية عالية من أمهاتهم، إنك إن علَّمتِ فتاة علَّمتِ أسرة.

أيتها الأخوات الكريمات، المرأة والرجل كلاهما مكلف، وكلاهما مشرف، وكلاهما مسؤول، ولكن هناك فروقاً دقيقة وكثيرة بين الذكور والإناث. وخصائص الذكور العقلية والجسمية والاجتماعية والنفسية تتناسب مع المهمة التي أنيطت بهم، وخصائص الإناث العقلية والجسمية والاجتماعية والنفسية كذلك تتناسب مع المهمات التي أنيطت بهن. قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)، فإن الله أناط بالذكور مهمات ومسؤوليات، من أجل أن يحققوا أهدافهم بخصائص متعلقة بهم، أو أن لكل واحد بحسب استقامته، وبحسب إقباله، وبحسب انضباطه وبحسب علاقته بربه، هيأ الله له الشيء الذي يعد بحقه حكمة بالغة. وكذلك المرأة أناط الله بها مهمات ومسؤوليات عظيمة وهيأها عقلياً ونفسياً وجسدياً واجتماعياً للقيام بها، وتنال درجتها عند الله بمقدار استقامتها وبمقدار إقبالها، وبمقدار انضباطها... فلو تشبه الرجل بالمرأة بأن يلبس لباس النساء، ويتبرج تبرجهن، ويتمايل تمايلهن، ويرقق في صوته... فهذا كله محرم.

وكذلك المتشبهة من النساء بالرجال التي تتمنى أن تكون رجلاً، بل إن المرأة المسترجلة، فعلها من الكبائر لأنها رفضت اختيار الله لها أن تكون أنثى، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ» (أخرجه البخاري).

فالمرأة المؤمنة ترضى عن الله أنه اختارها أنثى، مع أن الأنثى لا تقل ولا شعرة واحدة في مكانتها عند الله عن الذكر إن هي قامت بحق الله عليها.

إن الاختلاف بين الذكر والأنثى هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، والحضارة الغربية الفاسدة المفسدة تعاملت مع واقع كل من الذكر والأنثى على درجة واحدة، وأرادت أن تزيل الفوارق فكان في ذلك فساد عظيم.



منقول عن : مجلة الوعي العدد 287-288 ، السنة الخامسة والعشرون ، ذو الحجة1431هـ - محرم 1432 هـ، تشرين ثاني كانون أول - نوفمبر ديسمبر 2010م



طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الجمعة يناير 21 2011, 19:12




ما لا تنقله الفضائيات من تونس


الدكتور ماهر الجعبري

عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير / فلسطين
لقد فتحت شبكة الإنترنت أبواب الحقيقة التي كان الحكام يغلقونها بإحكام، وصار بإمكان الإنسان البسيط أن يتابع ما يجري في أصغر حي من أحياء قرية تائهة في أطراف الأرض، إذ أن شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات وحاضنات المقاطع المصوّرة من مثل اليوتيوب، تبث ما لا تبثه الفضائيات، وصار بإمكان شاب يحمل جهاز اتصال محمول أن ينتج "تقريرا إعلاميا" ويبثه في تلك المواقع من خلال مقهى إنترنت بتكلفة لا تتجاور الدينار الواحد، فيفضح تعتيم الفضائيات التي تصرف ملايين الدولارات لتمرير أجنداتها.

هذا الواقع ينطبق اليوم بشكل صارخ على ما يجري في تونس من "كتم" لصوت الخلافة، ومن حذف للمشاهد ذات الصلة في المسيرات عبر شوارع تونس من التقارير التي تبثها الفضائيات، ولا يحدث أن يتسرب (ولو صدفه!) شعار واحد من تلك الشعارات التي تصرخ بها حناجر المسلمين هناك، وقد بحت وهي تعلي الصوت عاليا ضد الظلم والجور وتوجّه الناس نحو الحل الجذري، وتحذرهم من إجراءات "المكياج" التي يجريها الساسة القدامى المتجددون.

وهنا تكفي جولة سريعة في بعض المنتديات وفي اليوتيوب لتُسمع الأصمَّ صوت الخلافة من قلب العاصمة التونسية والحشود تنشد باللهجة التونسية (وهي تشدد على الراء): "لا مفر ... لا مفر .... الخلافة هي الحل". بل وقد يتفاجأ من يحاول البحث في تلك المواقع عندما يتابع شابا يقف في مسجد من مساجد تونس، يحذر الناس أن "حكم الطاغية بن علي خرج من الباب في الخفاء ثم عاد من الشباك، بل من الباب، بعد كلِّ سفكِ الدِّماء!".
هب أن بعض المراسلين لم يلحظوا بعض تلك المشاهد، فهل افرزت معادلات التوافيق والتباديل الإحصائية أن كل المراسلين يمكن أن يكونوا كل الوقت بعيدين عن كل المسيرات والنشاطات التي يقوم بها حملة مشروع الخلافة في تونس؟! بل وفي كل جغرافيا الأرض ؟! سؤال لا يمكن لعلم "العشوائية" في الرياضيات أن يقرره، ولكن سخافة الفضائيات تمارسه!

لقد ركزت بعض الفضائيات، ومنها الجزيرة، على مشهد صورة جيفارا، وكررته حتى مل المشاهد اللون الأحمر، وتتابعت الفضائيات في استضافة الرموز اليسارية والديمقراطية، ومن كل عاصمة أوروبية، وكأن كولومبس قد سحب تونس معه في رحلة العبور خلف المحيطات وكأن أهل تونس قد نسوا الإسلام كما مسحته محاكم التفتيش الغربية من الأندلس، وكأن السياسة هي لعبة حمراء يسراء!

لماذا هذا التعتيم المقيت من قبل الفضائيات على صوت الخلافة وعلى نشاطات حملة دعوة الخلافة ؟
سؤال يتكرر كل مرة عندما يرتبط الأمر بدعوة الخلافة حيثما كان الموقع الجغرافي: تتابع الاعتقالات والأعمال الوحشية ضد دعاة الخلافة في الدول التي تفتقت عن الاتحاد السوفياتي من حملة وصلة "ستان" في أسمائها، ولا صدى يتردد حتى في شريط إخباري، وتتحرك المسيرات في شوارع باكستان وفي أزقة بنغلاديش وليس ثمة ما يحرّك تلك الفضائيات وكأنها مسيرات فوق سطح القمر، وينهي دعاة الخلافة حملة تواقيع مليونية ضد انفصال جنوب السودان، ولا من تقرير عابر، وتصرخ جموع الخلافة في إندونيسيا في وجه أوباما عندما زار اندونيسيا ولا من ذكر لتلك الجموع التي تصرخ في وجه زعيم الأرض! ويكررون عقد المؤتمرات الإعلامية في لبنان يبيّنون مواقفهم من كل قضية من قضايا الأمة، ويؤكدون كفاحهم لإعادة السلطان المغصوب للأمة، ولكن الفضائيات تكرر تعتيمها!

ليس في الأمر صدفة، بل هناك أمر يدبّر بليل، توافقت عليه فضائيات الشرق والغرب: أن صوت الخلافة مجلجل، ولا مجال لأن تكون الفضائيات منبرا له.

ليس ثمة شك أنه إذا ذُكرت الخلافة ذُكر حزب التحرير، وإذا ذُكر حزب التحرير ذُكرت الخلافة.
وليس ثمة شك أن الأنظمة وفضائياتها تخشى صوت حزب التحرير وأصداء دعوته للخلافة، لأنها تدرك أنه صوت لمشروع يعمل على كنسها جميعا، بلا مفاوضة ولا مهادنة، وليس ثمة حل وسط عنده، بل إنه يؤكد باستمرار أن القائمين معه لن يقعدوا حتى يتم خلع آخر حاكم من الحكام الرابضين على صدور الأمة والكاتمين لأنفاسها.
وهو صوت ينادي في تونس أن هروب الطاغية، هو خطوة لا غاية، وأن تغيير النظام لا ينتهي بتغيير الأشخاص، وهذه دعوة خطيرة على الأنظمة وعلى من يقف وراءها، لأن القوى الغربية تكون دائما جاهزة برجالها-الاحتياط- يستبدلون من يُحرق منهم، في مشهد ساخر كمشهد "مختارنا الجديد يتقدم إليكم".

إذن، هنا مكمن الأمر، إذ كيف يمكن لأنظمة ترتعد فرائصها من الخلافة أن تفتح المجال لصوت الخلافة؟ وكيف يمكن لفضائيات تتحرك في فضاء الأنظمة أن تفسح المجال لصوت الخلافة ؟!

ومع ذلك كتب البعض فغالطوا وتناقضوا
من الغريب أن بعض من يدّعي التحليل الإعلامي والمتابعة السياسية ينسب المطالبة بالخلافة في تونس لمن لا يقبل أن تنسب إليه، فمثلا تحدثت بعض التقارير (المكتوبة) عن تخوف اليساريين من الخلافة في تونس، ولكنها نسبت دعوة الخلافة لحركة النهضة التونسية التي تؤكد أنها ترفع شعار إسلام منفتح، كما يصرّح زعيمها الغنوشي –مثلا خلال لقائه ضمن برنامج حوار مفتوح على الجزيرة في 17/1/2011، الذي بين فيه أن المهمة هي "مهمة بناء مجتمع ديمقراطي"، من خلال "دستور ديمقراطي"، فيه "تداول على السلطة" وتبني "قيم مشتركة بين كل المنظومة الديمقراطية"، ويفتح المجال "لتعددية بدون وصاية لأحد، لا إسلامي ولا غير إسلامي"، وأكد ذلك بالقول "إسلامنا نحن لا يجعلنا ننقص من الديمقراطية بل نعطيها أساسا دينيا"، وبالتالي فهو يدعو إلى "نموذج دولة ديمقراطية"، وكان قد شبّه النموذج الذي يدعو إليه بالنموذج التركي، وكل هذه المعالم التي يتحدث عنها تبتعد عن مفهوم الخلافة شكلا ومضمونا.
ومن تلك التقارير المغلوطة التي نسبت الخلافة لحركة النهضة وكتّمت على حزب التحرير، ما ورد على موقع ميدل ايست اونلاين بتاريخ 18/1/2011 من تصريح لعادل الشاوش، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد التونسية، من أن الإسلاميين يسعون الآن إلى إعادة إنتاج "الخلافة الإسلامية" من خلال الثورة المرشدية"، وفسر التقرير المذكور تصريحات الشاوش أنها "إشارة إلى التحركات التيتقوم بها حركة النهضة الإسلامية". وكذلك الحال في تقرير موقع-وطن يغرد خارج السرب بتاريخ 18/1/2011 فهو عندما تساءل "هل تتجه تونس لتطبيق نموذج الخلافة الإسلامية ؟" تحدث عن النهضة دون أدنى إشارة لحزب الخلافة !
وبالطبع ليس المقام مقام تقويم لحركة النهضة وأفكارها، ولا شك أن دعاة مشروع الخلافة يريدون أن تتبنى حركة النهضة –كما كل قوى الأمة الإسلامية- مشروع الخلافة، ولكنها في الحقيقة لا تطالب بذلك، ودعوة الخلافة في تونس هي دعوة حزب التحرير.

إذن، مرة أخرى، عندما تُفصح التقارير والتحليلات المكتوبة شيئا حول فكرة الخلافة، لا تقبل أن تنسبها لمن تصدى لها منذ عقود، حتى في تونس، إلا في بعض التقارير النادرة، كذاك الذي نشره موقع العربية نت يوم 19/1/2011، الذي رسم الخارطة السياسية للحركات الإسلامية في تونس، وذكر أن بداية حزب التحرير في تونس تعود للعام 1973، وأنه "نجح في استقطاب عدد من العسكريين، بينهم ضباط، مما جعل الدولة تتهمه بالإعداد لانقلاب عسكري"، بل وأشار تقرير العربية نت إلى محاكمات أعضاء حزب التحرير "في أعوام 1983 و1986 و1990، وفي الأخيرة حوكمت مجموعة كبيرة ضمت 228 متهما. وفي 16-9-2006 أُحيل 8 أشخاص إلى القضاء بتهمة الانتماء لحزب التحرير". بل ويذكر التقرير "وفيما بعد تم اعتقال عناصر أخرى كثيرة مما يعني أنه كان مستمرا في تجنيد عناصر جديدة وتثبيت خلايا في تونس برغم الظروف الأمنية الصعبة التي كانت سائدة في عهد بن علي". ويخلص إلى أنه "لا يعرف الحجم الحقيقي للحزب...".
وهنا سؤال بسيط لفضائية العربية (التي أدانت تعتيمها على حزب التحرير من خلال موقعها!): إذا كان حزب التحرير جزءا من تلك الخارطة وبهذا الحضور السياسي، فلماذا لم يلاحظ المشاهد لقطة على فضائية العربية تشير لذلك اللون السياسي في مشهد تونس ؟ سؤال يعيدنا مرة أخرى للبحث عن إرادة خفية صارمة في كل ما يتعلّق بالخلافة وبحزبها.

لا شك أن شعار الخلافة يرعب الحكام لأنه يذكرهم بسقوطهم المدوي. ولا شك أن الإعلام في غالبيته موجه بأجندات السلاطين حتى ذاك الذي يدّعي الانفتاح ويتغنى بشعاره المفضوح حول الرأي والرأي الآخر بل حتى ذاك الذي يدعي أنه إعلام مقاومة.
لقد أدركت محطات التلفزة التونسية الحاجة للتعبير عما يجري قبل أن يجري عليها تغيير جذري، فقررت أن تفتح إعلامها للناس قبل أن تفتح الناس أبواب تلك الفضائيات عنوة، فهل تخرج فضائية "تونس الوطنية" الجديدة عن سرب الفضائيات العربية؟

21/1/2011

www.pal-tahrir.info




__._,_.___






طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله السبت يناير 22 2011, 10:23


بسم الله الرّحمن الرّحيم

الهجرة وصناعة التاريخ

يحتفل المسلمونَ في كلِ عامٍ، بذكرى الهجرةِ النبويةِ الشريفةِ، ويتحدث الناسُ والخُطباءُ حولها، وعن معانيها وعن الدروس والعبر المستفادة منها، ونرجو من الله أن نوفق في إبرازِ عبرةٍ جديدةٍ في هذه الذكرى.

إنَّ المدققَ في التأريخ الهجري، يرى أنَّ لهُ ثلاثة أطراف، أو يرتبط بثلاث قضايا، أو يتشكلُ من ثلاثةِ عناصر، وهيَ أولاً عَدُّ الشهور والسنوات ، وثانياً الهجرةُ النبويةُ من مكةَ المكرمة إلى المدينةِ المنورة، وثالثاً ارتباطُ التأريخ الإسلامي بالهجرة وبَدْؤهُ بها.

أما الأمر الأول وهو مسألةُ الشهور والسنوات ، فهذه قضيةٌ كونيّةٌ عَرَفَها الناسُ قديماً وعرفها العربُ قبلَ الإسلام وقال تعالى فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة٣٦]

فقد كانَ العربُ يعرفون الشهور والأهلّة، فيعرفون بَدْءَ الشهرِ بميلادِ القمر ثمّ تمامه في وسط الشهر، وهي المسمّاة بالأيامَ البيضَ ثم نهايته، وكانوا يعدّونها شهراً شهراً حتى يَسْتَتِمّ العام باثني عَشَرَ شهراً أوّلُها مُحرّم وآخرها ذي الحجة، وإنْ كانوا في الجاهليةِ يُسمّونَ الأشهرَ بأسماءَ أخرى غيرَ التي نعرفها بها نحن، لكنّها هيَ نفسُ الأشهر، لذلكَ كانوا ينسئونَ الشهور مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [التوبة ٣٧] وهي الأشهرُ الحرم، لأغراض ولهوىً عندهم، مثل الغزو والحرب فيها، وقد كان عندهم تحريم القتال والعدوان فيها، وهذا يظهر علمهم بها ومعرفتهم لها، وهي شهرٌ فرد وهو رجب، وثلاثة سَرْد وهي ذي القعدة وذي الحجة ومحرم، لذلك عندما وقع من المسلمين قتالٌ في الأشهر الحرم، في شهر رجب وهي غزوة عبد الله بن جحش، شنعت قريش فعل المسلمين وأشاعت بين العرب أن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد استحل الأشهر الحرم، فسفك فيه الدم وأخذ الأسرى وغنم الأموال، وثقل على المسلمين هذا الأمر حتى نزل القرآن يقرهم على دعواهم في تحريم القتال في الأشهر الحرم قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة ٢١٧] فبينت الآيات أن قريشاً قد سبقت في ارتكاب جرائم هي أعظمُ عندَ الله من القتال في الأشهر الحرم.

بقيَ القول أن الإسلامَ عندما جاءَ جعلَ الشهورَ والأهلة مواقيت للناس، وليس لأحد من الناس أن يتلاعبَ بها، كما كانوا يفعلونَ في الجاهلية قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة ١٨٩]، فالسنة هي اثنا عَشَرَ شهراً، وهيَ أشهرُ القمر، وهيَ السنة المعتبرة شرعاً، وأشهرها كذلك، ولا اعتبارَ للسنةِ الشمسية أو التي يسميها الناسُ السنةَ الميلادية فضلاً عن عدم اعتبارِ الشهرِ الشمسيّ أو الذي يسميه الناس الشهرَ الميلادي لأنهُ إذا كان هناكَ في الفلكِ سنةٌ شمسية وهي أن تستكمل الأرض دورتها حول الشمس، فإنه لا يوجد للشمس شهور، أي أنه لا يمكن أن يستدل على الشهور بالشمس، ولا على الأيام، فكما هو معلوم يستدلُ بالشمس على السنة والفصول والليل والنهار. فالسنةُ القمريةُ إذاً هي المنضبطةُ بظاهرةٍ كونيةٍ منضبطة وهيَ الأهلة أي شهور القمر، فبها تعرف الأيام والشهور والسنين ، وبها تكون المواقيت الشرعية ، مثل أحكام العدّة والصيام والحج والزكاة.

أما الأمر الثاني في مسألة التأريخ الهجري فهي الهجرةُ من مكة إلى المدينة، وقد كانت في شهر ربيع الأول من السنة التي صارت هي الأولى في التأريخ الإسلامي، عندما اعتمدت الهجرة بدءاً لتاريخنا نحن المسلمين.
لقد قيلَ في الهجرة الكثير من الخير، وذكر الكثير من الدروس والعبر، سواء قصة الهجرة وأحداثها والآيات الربانية فيها، والنصر والمعية الإلهية فيها، أو الإحكام والتخطيط الدقيق لها، والتنفيذ الحكيم لها، أو التفاني العظيم لكل من ساهم فيها في سبيل الله ونصرة رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو استقبال الأنصار الذي لا زالت القرون تردد صداه، طلع البدر علينا... أو القرآن الكريم وما نزلَ في شأنها من آيات، تتلى آناء الليل وأطراف النهار وكلما ذكرت الهجرة.
إنَّ الهجرةَ كانت مرحلةً جديدةً في الدعوةِ إلى الإسلام فبعد أن كانت الدعوة تقتصرُ على الحكمةِ والموعظةَ الحسنة والجدال أصبحت بالهجرة تضيفُ لكلّ ذلكَ القوةَ والسلطانَ. وبعدَ مرحلة الضعفِ والصبرِ على الأذى انتقلت إلى التمكين والاستخلاف في الأرض، فهي نقطةُ بدءِ الحكمِ بما أنزلَ اللهُ على رسوله، أي إقامةُ حكمِ اللهِ في الأرضَ في دولةِ الإسلامِ الأولى في المدينةِ المنورةِ ورئيسها وقائدها المبايع عن رضا وإيمان ومحبة وتفانٍ محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.

أما الأمر الثالث في مسألةِ الهجرة فهو التأريخ، فهل التأريخ هوَ عَدّ الأيام والشهور والسنوات كما يُكتبْ دائماً اليوم ثم الشهر ثم السنة؟ أم أنّ فيه معاني أخرى غيرَ هذا؟ وإذا كان التأريخ هو للإحصاء فلماذا لا يُتّخَذ أيُّ زمنٍ وأيّ عامٍ لِيُبدأ منهُ وبه يتحققُ الغرض وهو العَدّ، إذا لم يكن هناك أغراضٌ أخرى؟
لقد عمل البشرُ على وضعِ مقاييس لكل ما يحتاجونه، فجعلوا سطح البحر نقطةً لقياسِ الارتفاع والانخفاض على كوكب الأرض، ووضعوا مقاييس درجاتِ الحرارةِ للإنسان والجو والسوائل ومقاييس الأوزان والمسافاتِ ومقاييس السرعةِ والأحجام، وحتى زعموا أنّهم وضعوا مقاييس للمعاني، كالعدل والظلم والحق ومثلُ هذا كثيرٌ مشهورٌ مستفيض بينَ البشر.

فهل التأريخ هوَ من نفسِ البابِ وعلى نفسِ المنوال يسير؟
إنّ المُدقِّقَ في الأمرِ يرى أنّ التأريخ فيهِ هذا وبهِ يتحقق ، لكن فيه غَيْرُهُ وهوَ الأهمّ ولا يجوزُ أن تستخدم الحقيقة لطمسِ حقيقة أخرى مثلها، فكيف إذا كانت أعظم منها وأهم بل هيَ بيت القصيد، كما يقال مثلاً إنّ يهود والاستعمار الغربيّ أعداءٌ لأهلِ فلسطين فهذه حقيقة لكنها تستخدم لطمس حقيقة عداء هؤلاء الكفار المستعمرين للمسلمين جميعاً ، ومثلها في العراق والأفغان والشيشان وهكذا.
فالتأريخ الميلاديّ وهو تأريخ النصارى، بُدِئ بميلادِ عيسى المسيح بن مريم وهذا يتفق مع معتقدهم وهم يجعلونه عليه السلام إلهاً، ولم يبدأ مثلاً بنزول الإنجيل أو بشيء آخر مما كان من دعوته، أو المعجزات التي أجراها اللهُ سبحانهُ على يديه عليه السلام تأييداً لنبوته ورسالته.

فالنصرانية يرونها هم بعد أن كفروا وغيروا وبدلوا، أنها بدأت بميلاد عيسى عليه السلام، لأنهم يقولون أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، فصار الصوابُ والحقُ أن يقالَ إنه التأريخ النصراني حتى تُبْرزَ فيهِ الحقيقةُ الأساسية في كل تأريخ ولا يُكتَفى بالحقيقة الظاهرة وهي عدّ الأيامِ والشهورِ والسنوات بما يسمى التأريخ الميلادي فيما يزعمون.

ونعودُ الآن لتجليةِ الحقيقةِ الأهم في التأريخ الهجري، فإننا نرى أنّ الصحابةَ رضوانُ اللهِ عليهم ، عندما تشاوروا في وضع تأريخ للإسلام والمسلمين، وكان ذلك بعد مضي زمنٍ من خلافةِ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، فإنهم تَجَاوزوا أحداثاً كثيرة جليلة وشريفة عندَ الله وعندَ المسلمين، من ميلاده (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بعثته ونزولِ القرآن، ثم المعجزات مثل الإسراء ونزولِ شرائع الإسلام، كالصلاة أو تحول القبلة وصيام رمضان وغيرها، أو الأيام العظيمة في الإسلام مثل معركة بدر الكبرى وفتح مكّة، ونصر الله المؤمنين على الأحزاب، ونصر الله رسوله على الروم بالرعب مسيرة شهر في غزوة تبوك، أو حجة الوداع وما نزل بها من اكتمال الدين، فما هي الحكمةُ إذاً ولماذا جعلوا الهجرةَ هي بدءُ التأريخ الإسلامي؟

لكن وقبل المضي في إبراز هذه الحقيقة، لا بُدّ من التنبيه إلى ما يمكن أن يثارَ من إشكال، في أنّ هذه القضيّة ليست نصيّة أي ليست راجعة إلى النصوصِ الشرعية حتى نستنبط منها المعاني ونحملها مالا تحتمل، كيف لا، وهيَ لم تكن في عهد النبوة ولا في عهد الصديق أبي بكر، وليس فيها نَصّ شرعي من كتاب أو سنة صحيحة؟

نقولُ نعم صحيح، ولكن ألم يكن جمعُ القرآن الكريم في عهد أبي بكر، وقد هدى الله سبحانه صحابة رسوله إلى هذا الأمر وكان خيراً كثيراً؟ ثم كان نسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار وحواضر الإسلام، في عهد عثمان (رضي الله عنه) وكان ذلك خيراً كثيراً؟ ومثل هذا كثير سواء كان من الصحابة الكرام أم ممن جاءَ بعدهم، وهذا بابٌ واسعٌ لا يتّسع له المقام لكننا أشرنا إليه لدفعِ أي شكّ أو توهُم.

نعودُ إذاً فنقول إن التأريخ الهجري هو التأريخ الإسلامي، فتأريخ الإسلام بَدَأ أو بُدِئَ به منَ الهجرة، ذلك أنه كما هو معلوم أن الإسلام رسالة كاملة، للفرد والمجتمع والدولة، فهو مجموعة كاملة من الأنظمة والأحكام الشرعية، لا تتمثل ولا توجد ولا تطبق كاملة إلا في دولة، تحكم به وتطبقه وتحمله بالدعوة والجهاد بالجيوش إلى الشعوب والأمم الأخرى، وهذا كلّه قد بدأ بالهجرة، هذه واحدة.
أما الثانية فإن التأريخ ليس أياماً وشهوراً وسنين، ولا هو أرقام تكتب أو يحفظها الناس، بل هو أحداثٌ بارزة تؤثر في حياة البشر، فمثلاً كان العرب يؤرخون بعامِ الفيل لِما كانَ فيهِ من أحداثٍ جسام، أو ما كان بين أبي بكر وكفار قريش ، من جدال حولَ الحربِ التي وقعت بين الروم والفرس، وما نزل في ذلك من قرآن قال تعالى: (الم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) [الروم ١ – ٤]

إذاً فالتأريخ الإسلامي بدأ عندما صار المسلمون يصنعون الحياةَ بالإسلام وبالهدى ودين الحقّ في السرايا والغزوات، فصار تاريخُ المسلمين والعرب من حولهم هو بدر وأحد والخندق والنضير وقريظة وخيبر والحديبية وفتح مكة ومؤتة وتبوك، صار التأريخ إسلام القبائل وإرسال الرسل إلى ملوك الأرض، صار التأريخ الهجري، فتح بيت المقدس والشام، وفتح العراق وبلاد فارس، وفتح مصر وأفريقيا، صار التأريخ الإسلامي اليرموك والقادسية، وحطين وعين جالوت وفتح القسطنطينية، وهكذا التأريخ أيامٌ عظيمة وأحداثٌ فاصلة في حياة الناس، فالتاريخ إذاً يُصْنع وإلا لا يكون تأريخ ولو مرت على قومٍ آلاف السنين، وهكذا كان العرب قبل الإسلام ليس لهم لا تأريخ ولا تاريخ، لأنهم لم يكونوا شيئاً مذكوراً ذا بال، لا عند غيرهم ولا عند أنفسهم. وما أكثر الشعوب والأمم التي ليس لها تاريخ يذكر اللهم إلّا كَرّ الليالي والسنين.

لقد استمرّ التأريخ الإسلامي، قروناً عديدة وأزمنة مديدة، حتى بلغ الإسلام والمسلمونَ الآفاق في كلّ وجه، من دعوةٍ وجهاد، وعلم واجتهاد، وحضارة وعمران، حتى سقطت دولةُ الإسلام بعد أن استمرت أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، عند ذلك توقف التاريخ الإسلامي، فلم يعد للإسلام والمسلمين أيُّ أثرٍ في الحياة، لا في حياتهم ولا في حياة غيرهم.

فالتأريخ اليوم ومنذ أكثر من قرنٍ من الزمان، هوَ التأريخ الغربي أو كما يسمونه الميلادي، فأوروبا ثم أميركا هم الذين يصنعون تاريخ البشر بحروبهم واستعمارهم، والناس اليوم يعرفون الحرب العالمية الأولى والثانية وإسقاط القنابل الذرية الأميركية على هيروشيما وناكازاكي، يعرفون انحلال عصبة الأمم ، نشوء هيئة الأمم ومجلس الأمن والبنك الدولي...، يذكرون حرب فيتنام والحرب الكورية واستعمار الجزائر وليبيا ووعد بلفور ونكبة فلسطين وحرب 67، يذكرون مذابح كفر قاسم ودير ياسين، وصبرا وشاتيلا وقانا وسبرينتسا وغروزني وسراييفو، يذكرون سقوط بغداد وكابول وقندهار.

هكذا هو التأريخ دائماً وهكذا صار التاريخ اليوم لِصُنّاعه الغرب، كما قال بوش عندما سأله الصحفيون بعد احتلال جيشه العراق، بأنه يصنع التاريخ وهم يكتبونه، لكنه يصنع تاريخاً أسود، له ولحضارته ولقومه مثل ما كان من المغول، وكما يقال إنهُ سئل هتلر عن الحرب في آخرها فقال إنه لا قيمة لما يقول؛ لأن الذي يكتب التاريخ هو المنتصر.

لقد مضى على توقف التأريخ الإسلامي قُرابة التسعة عقود، وقد آن لهُ أن يعود ويستأنفَ مسيرتهُ من جديد، بما بدئ به أوله، وهي النصرة والبيعة والهجرة والدولة الإسلامية ، فلا يوجد طريق ثانٍ فضلاً عن ثالث لهذه الغاية الشريفة والسامية، كيف لا، وهي وعد الله سبحانه وبشرى نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، بالخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، التي تعودُ من جديد تصنع تأريخ البشرية بفتح روما وتحرير بيت المقدس، ونزول الخلافة بها، وبلوغ الإسلام وسلطانه ما بلغ الليل والنهار.
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ).

منقول عن: مجلة الوعي،العدد 287-288 ، السنة الخامسة والعشرون ، ذو الحجة1431هـ - محرم 1432 هـ، تشرين ثاني كانون أول - نوفمبر ديسمبر 2010م
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الأحد يناير 23 2011, 13:28

،بسم الله الرحمن الرحيم
تونس بداية الغيث
جواد عبد المحسن هشلمون
روى النسائي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( أمتي كالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره ) وهذا التشبيه له واقع متجدد نراه ونسمعه ونعيشه، وهو أن خيرية هذه الأمة لا تنفصل عنها ولا تنعدم، وهذا الأمر يرجع لكون عقيدة هذه الأمة هي الدافع المحرك والبوصلة الموجهة لهذه الحركة ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر قوةً كان ام ضعفا ، وهذه الخاصية هي التي حولت عبد الله بن مسعود الذي كانت تذروا الرياح ساقيه إلى رجل تكون قدماه عند الله اثبت من جبل احد ، ويقول له جبار الجاهلية ( لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقاً صعباً), أبو جهل قالها له وهو يذبح في بدر .
لقد كان تميز أول الأمة بعقيدتها الدافعة ، وكذلك الأمر بالنسبة للخلف, فقد تميزوا عن غيرهم من الأمم بهذه العقيدة ، ولم يكن أمر السلف فلتة من فلتات التاريخ حين اجتاحوا الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وفارس، وقضوا على إمبرطورية فارس والروم بأقل من عشرين عاما، فلا يقولن قائل إن هذه الفلتة لن تتكرر، وان المسلمين اليوم لن يستطيعوا بناء ما انهدم.
إن وجود الدافع الدائم ميزة لهذه العقيدة وليس أمرا منفصلا عنها يخضع للظروف والأحوال أو المواقف ، بل هو أسها ولا تكون إلا به، بعكس غيرها من العقائد أو الدعوات أو الأفكار، فإنها إن ملكت دافعا فإنه يكون دافعاً آنيا يخضع للظروف والأحوال والرجال ، ومثال ذلك الدافع الذي جعل التتار يجتاحون العالم حتى وصلوا إلى تخوم مصر ، ثم ما لبثوا حين قتل قائدهم ومات ملكهم إن سكنت ريحهم وفت في عضدهم .
إن وجود الدافع الدائم قد يبرز في أحيانا ويكمن في أخرى ، والعلاقة وثيقة بين وجوده وكمونه أو عدم ظهوره ، فلا يظنن ظان أن عدم ظهوره هو انعدامه ، وهذا ما حاول الكافر بكل ما اوتى من قوة وعسكر وتضليل وأذناب وأشباه علماء أن يفعله، حين أراد أن يفصل العقيدة الإسلامية عما تتميز به من كونها الدافع الدائم ، فهذه المحاولة البائسة لتحويل عقيدة الإسلام من عقيدة دافعة للعمل إلى عقيدة روحية وسلخ دافعها عنها، لتصير كالنصرانية او البوذية قد فشلت وبان عوارها رغم كل أشكال الطمس وطول التغريب والتضليل، وسلخ المسلمين عن الإسلام واستبدال اللغة الفرنسية والانجليزية بلغة القرآن ،ومنعهم من الصلاة في المساجد إلا ببطاقات ممغنطة وتصاريح.
لقد كان توحد المشاعر والأحاسيس النابع من العقيدة عند المسلمين هو احد أركان مكامن القوة الدافعة لهذه العقيدة ، وقد برز هذا الأمر جلياً في كل قضية وظرف تمر به الأمة الإسلامية، أو يقع على قطر من أقطار المسلمين, ومتى يقع هذا الظرف تظهر هذه الطاقة الكامنة بالقوة النابعة من فهم هذه العقيدة ، إذ انه كلما فهم المسلمون الإسلام كان هذا الظهور أقوى وأبلغ،و مثاله حريق المسجد الأقصى فلقد حسبت إسرائيل ألف حساب وحساب لردة فعل المسلمين، ومع الأسف مر هذا الأمر مروراً عبر عن ضعف فهم المسلمين لإسلامهم وعدم تفاعل هذه العقيدة معهم التفاعل الواجب أو المأمول .
إن الأمة الإسلامية التي تحمل هذه العقيدة واجب عليها أن تدرك وتعي ما تملك من قوة مؤثرة وفاعلة ، فكما انه لا يجوز للمسلم أن يحقر نفسه فكذلك الأمة ، وإن قدرتها على التغيير قوة لا تقهر لا من قبل حاكم أو فرعون ولا من نظام مستبد ، وإن المعس الذي عانته منذ سقوط دولة الخلافة ما هو إلا مرحلة في سيرها نحو النهضة الفكرية المنشودة، فالمهر غال والعروس الجنة ، وكذلك مرحلة الاستعمار والاستقلال وما نتج عنهما من الدمار والخراب على كل الصعد، فلم تزدد الأمة إلا صلابة وتمسكاً بعقيدتها لبناء دولتها،بعكس الأمم الأخرى التي سرعان ما كفرت وتنكرت لمبادئها وعقيدتها بين عشية وضحاها، وأصبحت أثرا بعد عين في غضون ساعات .
إن تتالي الطرق على رأس الأمة قد أيقظ فيها مكنونات هذه العقيدة, وأوجد التفكير السياسي عندها, ما جعلها تتنبه لأسباب ولواقع ما هي فيه من فقر وعوز وبطالة وتأخر وتضييق، ولقد كان للوعي المتنامي على فهم الإسلام عندها في استقبال الأحداث والتعاطي معها وتتبع الأخبار الأثر الأبرز في معرفة العدو الحقيقي لهذه الأمة ،فلا تريد الأمة تغيير أشخاص أو استبدال طاغية بطاغية،بل تريد أن تغير هذه الأنظمة لتعود إلى حكم الإسلام،وإنها قادرة على الفعل والتغيير،وأصبح شعارها "موت في طلب عز خير من حياة في ذل"، فلم يكن التعاطي مع نكسة سنة1967 أو اجتياح لبنان سنة 82 كالتعاطي مع اجتياح العراق والحرب على أفغانستان وحرب تموز 2006 أو اجتياح غزة وصور أشلاء الأطفال التي رأتها الأمة وسماعها أصوات الاستغاثة ، فالاختلاف بيّن ظاهر، فلقد حقنت الأمة بالغيظ المتفجر من تتبعها وعيشها في هذا الواقع، ومن رد فعل الأنظمة العربية على ما يفعله الكافر فيها، ومثال ذلك حين أقدمت إسرائيل على اجتياح الضفة وما قوبل به هذا الاجتياح من رد ( مزلزل ) بمبادرة السلام العربية، فأوجدت هذه الزلازل المتلاحقةُ الرأي العام بان الكافر وأعوانه هم العدو الحقيقي، وعن هذا الأمر يقول الشيخ المؤسس رحمه الله في كتاب التفكير ص 163 ما نصه ( ومتى وجد هذا التتبع, وجد التفكير السياسي, إلا أن هذا التتبع لا يصح أن يكون منقطعا ، بل يجب أن يكون متصلا ، لان الحوادث والوقائع الجارية ، تشكل حلقة مترابطة الأطراف ، فإذا فقدت حلقة منها انقطعت السلسلة ، أي انفكت الحلقة ، ويصبح في غير مقدور الشخص أن يربط الأخبار وان يفهمها ، ولذلك كان بقاء الحلقة حلقة أمرا ضرورياً في التفكير السياسي ، أي إن التتبع المتصل شرط أساسي في التفكير السياسي .
والتفكير السياسي ليس خاصا بالأفراد ، بل هو كما يكون في الأفراد يكون في الجماعات ، أي يكون في الشعوب والأمم ، فهو ليس كالتفكير الأدبي ، ولا كالتفكير التشريعي ، أنما يتحقق بالأفراد فحسب ولا يتأتى أن يكون في الجماعات فهو فردي، بل التفكير السياسي تفكير فردي وتفكير جماعي ، وكما يكون في الأفراد يكون في الجماعات فيكون في الشعوب والأمم ، كما يكون في الأفراد من حكام وسياسيين, بل انه لا يكفي أن يكون في الأفراد ، بل يجب أن يكون في الشعوب والأمم ، وبدون وجوده في الشعوب والأمم لا يوجد الحكم الصالح ولا يتأتى وجود النهضة ، ولا تصلح الشعوب والأمم لحمل الرسالات ومن هنا كان لا بد أن يوجد التفكير السياسي في الشعب والأمة, ذلك أن الحكم إنما هو للشعب أو الأمة ، وكامن في الشعب والأمة ولا تستطيع قوة أن تأخذه إلا إذا أعطاه الشعب والأمة ، وإذا حصل اغتصابه منها ، فانه إنما يغتصب لفترة ، فإما أن تعطيه فيستمر ، أو تصر على استرجاعه فيطاح بالحكم . وما دام الحكم هو للشعب والأمة ، أو كامن فيها ، فانه لا بد لهذا الشعب وهذه الأمة من أن يكون لديه أو لديها التفكير السياسي ولذلك فان التفكير السياسي هو ضروري للأمة قبل الحكم ، وضروري لاستقامة الحكم أكثر من ضرورته لإيجاد الحكم ,ومن هنا كان لا بد أن تثقف الأمة أو الشعب ثقافة سياسية وان يكون لديها التفكير السياسي )انتهى.

لقد أصحبت طريقة الكافر لنشر مبدئه بعد أن ذاق خير مستعمراته غاية ، وأصبح يزداد نهما يوما بعد يوم, ويرفع سقف إملاءاته مع اكتشاف كل خير من بترول وغيره ،وكثر ضغطه على موظفيه من حكام فازدادوا ظلما لشعوبهم وطمعا وتنكيلا ومحاربة للإسلام تحت شعارات أملاها السيد عليهم ، فقتلوا وحبسوا وأفقروا العباد وسرقوا خيارات البلاد، حتى حصل الافتراق بين نظام الحكم وبين الأمة ، وأصبح الغاشم هو الصورة النمطية المستنسخة في كل بلاد المسلمين، فلا فرق بين قطر وقطر, ولا بين ظالم وظالم، وغدا الغاشم عدو الأمة الأول, كما أمست الأمة هي عدو الغاشم الأول،فحصلت المفاصلة بينهما،فكانت أية مشاركة له في الحكم من أية جهة إطالة لعمره، وترقيع لنظامه ،والدخول معه في البرلمان هو إضفاء شرعية لحكمه،بغض النظر عن الشعارات البراقة مثل التداول السلمي للسلطة أو الممارسة الديمقراطية،فان اتفاقية وادي عربة مثلا قد مرت بالأغلبية، والمعارضة شريكة في هذا الأمر شاءت أم أبت .
إن المتتبع للأحداث في تونس وتسلسل وقوعها ليرى ويدرك أن ما حصل في تونس قد كان مرشحاً للحدوث فيها وفي غيرها بنفس القدر،إذ أن الإفقار والتجويع والإذلال إنما هي عوامل تجعل أي إنسان يثور على هذا الوضع ليغيره,فكيف يكون هذا الأمر عند خير أمة أخرجت للناس, فكان هذا الاحتقان عند الأمة الإسلامية المستند لوعيها السياسي من مشرقها إلى مغربها هو هو، وان الحرارة عند الأمة في كل مكان هي نفس الحرارة، وان الشوق للإسلام هو نفسه في كل قطر ، و لكن تونس هي التي علقت الجرس ايذاناً لكسر حاجز الخوف من الغاشم فكسرته،فالشجاعة هي مواجهة الخوف وليس الهرب منه ،فانحاز الجيش للأمة لأنها المعول عليها فلم يطلق النار عليها، لأنه سندها الطبيعي ، فارتد الخوف على الغاشم ، وانعكس ما يحدث في المغرب على المشرق وسارع الغاشم مهرولا في كل مكان محاولاً تدارك أمره ، فهذا يصرف لكل مواطن ألف دينار ، وهذا يصدر قرارا بزيادة دعم التدفئة، وهذا يصدر قرارا بتخفيض أسعار السلع، وهذا يوظف أبواقه الإعلامية محاولاً تجميل نفسه ليظهر بمظهر الراعي محاولاً إخفاء وجهه الحقيقي، ولكن هيهات هيهات فالأمة اليوم واعية،فلا مكان لمتسلق أو لمستوزر أو لصائد ثورة،أو لمرتزق،فالأمة لا تسلم رايتها لجبان، فلا يستطيع الغاشم خداعها باعادة انتاج نفسه أو تغيير لهجته، فكل حيله مكشوفة، وأقنعته زائفة، وتباكيه على الأمة دموع تماسيح،فالغاشم يخاف ولا يستحي وكذلك سيده .
إن العالم بعد أحداث تونس ليس كالعالم قبلها، فما حدث في تونس كان مفاجئا للكافر, ولكنه بالنسبة لنا لم يكن مفاجئا ، فإننا منذ زمن بانتظاره بفارغ الصبر، فلقد ترسمنا خطى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وطريقته، فسرنا عليها ثم أعدنا النظر حين أبطأ النصر، فوجدنا أننا لم نتجاوزها قيد أنمله، فأسلمنا أمرنا لربنا،فالنصر من عنده، وضاعفنا جهدنا بالعمل في الأمة حتى أنتج ا لوعي العام رأيا عاما مبنيا على الفكر ولله المنة والفضل ، وفي هذا الأمر يقول الشيخ المؤسس رحمه الله في كتاب التفكير ص 174 ما نصه ( والتفكير أعلاه إنما يكون في الإسلام، فادى ذلك إلى وقف التفكير لدى الناس ، واستمرؤوا هذا التعطيل للتكفير ، والإنسان بطبعه حيوان كسول ، لذلك وقفت الأمة عن التفكير حتى هذا القرن ، القرن الرابع عشر الهجري, فسلخت عشرة قرون وهي معطلة التفكير . ولذلك ليس من السهل على امة سلخت عشرة قرون من عمرها وهي معطلة التفكير ، إن يتحرر فيها التفكير وان تفهم عن وعي قيمة التفكير ، وقيمة المفكرين ، ولذلك فان ملايين الكتب مثل هذا الكتاب ، لا تضمن أن تحرك الأمة للتفكير ، وان تسوقها لان تجعل التفكير سجية من سجاياها ، ولكن الأحداث الموجعة التي تسحق الأمة سحقا ، وتمعسها معسا ، فإنها صارت تبعث الأمل في أن يجد التفكير سبيله للأمة ، لا سيما بعد أن وجد فيها جماعات تفكر ، وجماعات تحاول التفكير ، بعد أن تحقق فيها آلاف تجسد لديهم حب التفكير ، وصاروا مفكرين لا يستمرئون غير التفكير ، حتى غدوا تفكير ا يحيا ويتحرك وينمو ، لذلك فإن ضخامة الأحداث وفظاعتها ، وكون التفكير تجسد في أشخاص حتى غدا تفكيرا يمشي في الأسواق بين الناس ، فان هذين الأمرين : يوجدان أملا مشرقا ، في أن ينتقل التفكير من الأفراد إلى الجماعات ، وان يصبح تفكيرا جماعيا لا تفكيرا فرديا ، وان يكون تفكير الأمة لا تفكير الأفراد ، فتصبح الأمة الإسلامية امة مفكرة ، وتعود كما كانت خير امة أخرجت للناس )انتهى
إن ما حدث في تونس,وسواء وصلنا إلى ما نريد أم لم نصل,فإنه نصر للفكرة,وأثبت مقولتنا بأن السند الطبيعي للحكم إنما يكمن في الأمة,والجيش سندها,وليس معاداة الجيش أو الاستقواء بالخارج,.وإن طريقتنا التي استلهمناها من سيرة الرسول القائمة على الصراع الفكري والكفاح السياسي هي التي تتغذى بها الأمة لتصل إلى التغيير الحقيقي.
والله نسأل أن يحمي فكرنا وشبابنا في كل مكان,وأن يحمي الأمة الإسلامية من كل متربص وخائن.
وصدق الله العظيم " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ"الرعد,17.
جواد عبد المحسن هشلمون
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الإثنين يناير 24 2011, 22:56

خلافة على بعد أقل من شعرة...في انتظار جيوش النصرة (تونس وما كشفت)


بقلم: شادي عبد الرحمن

في إحدى مدن العالم الإسلامي المضيّعة كشفت شرارة بدأت في 17/12/2010 إهمال النظام لرعاية شؤون الناس الرعاية الكريمة التي يوجبها الإسلام بالعدل والإحسان، وما إن امتدت الأزمة لتعم تونس الخضراء حتى بدأ طاغيتهم (زين العابدين بن علي) يتزعزع، وأخذ يقطع الوعود، ويسخّر الإعلام للتغني بإنجازاته في فترة حكمه "الرشيد!"، ثم لمّا اشتدت الأزمة، ظهر مترجياً يتسول الناس للبقاء على كرسيّ الحكم.

نعم، فهذا همّه، وهمّ أقرانه من حكام السوء؛ تكديس الثروات، والحفاظ على ممتلكاتهم، والتسلط على رقاب الناس، وقطع الأرزاق، وتكميم الأفواه، وتسليم العباد وبيع البلاد بثمن أقل من بخس؛ كرسيّ حكم بدستور وضعه الأسياد، وتطبيق توجيهات البنك الدولي وصندوق النقد والدول الأوروبية، لترتع شركاتها في بلاد المسلمين، تستنزف الطاقات، وتنهب الثروات، وتفسد الأجيال.

وما هي إلا أيام حتى أطل أزلام الرئيس الهارب، صاحب النظام الفاسد، برؤوسهم من خلف جدار العار والفساد الذي بنوه هم و ابن علي سوياً، في محاولة لإعلان تطبيق "إصلاحات" وتنفيذ سياسات إصلاحية في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، وتوجهوا إلى مغازلة أقطاب المعارضة لتوريطها في لعبة تغطية العورة المكشوفة، ولكسب الوقت لتدارك ما يمكن تداركه من هول المفاجأة.

وبهذا ما زلنا ننتظر ما ستفضي إليه هذه الأحداث، هل ستنتهي تلك التظاهرات العارمة بتسلم أحد معاوني ابن علي زمام الأمور!؟ هل ستنتهي الأمور ببقاء هذا الدستور الوضعي الظالم والذي تمّت كتابته وصياغة مواده في أوروبا!؟ هل سيستمر تطبيقه!؟ هل ستسخر تلك الدماء الزكية التي سفكت على أيدي جلاوزة النظام لمصلحة أمريكا وأوروبا مرة أخرى!؟ هل ستسخَّرُ وتُركَبُ موجةُ التظاهرات العارمة هذه لتخدم مصالح الفاسدين والمفسدين محلياً... كما يحصل دائماً بعد كل حدث من هذا القبيل في عالمنا الإسلامي!؟

قد تتعدد الإجابات والتوقعات، فهذا يرى أن الأمور ستتغير نحو الأفضل بتغيير هذا الحاكم الديكتاتور، وآخر يرى أن هذه فرصة للمعارضة لتعتلي مقاعد المجلس التشريعي وتتقلد المناصب الوزارية، وآخر يرى الأيادي الخفية (فرنسا وإنجلترا وأمريكا...الخ) هي من يستغل هذه الأحداث لتصب في مصلحتها لأن بلادنا محل الصراعات، ودماءنا ثمن التنافس فيما بين هذه الدول الكبرى، وآخر يرى، وآخر يرى ....

ويبقى أس الداء ومصدر البلاء كامن في عدم تطبيق الإسلام في معترك الحياة في ظل حكم الإسلام العادل، كما أمر الله سبحانه وتعالى، والرضا بتطبيق دستور وضعي من صنع البشر الناقص العاجز المحتاج، وأي بشر!؟، من صنع دول الاستعمار الكافر، من صنع من يتربص بالمسلمين ويقتلهم ويحتل بلادهم وينهب خيراتهم...

ويبقى لنا كذلك فيما حصل ذكر حقائق لا بد أن يسمعها كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:
أولها: أن نهاية الظالمين والطغاة خزي في الدنيا، فضلا عن عقاب الله في الآخرة، وما رفس فرنسا برجلها ابن علي إلا مثالاً سيتكرر مع حكام غيره، باعوا دينهم وأمتهم بدنيا غيرهم، عندما انتهت مدة صلاحيتهم وبطل مفعولهم تم التخلص منهم.

ثانيها: أنه مهما أمعن عملاء الكفار – حكام المسلمين – بإفساد الأمة، وإذلالها، ومحاولة تغريبها عن دينها، فإنها ستبقى أمة حية، لا تقبل الظلم وإن غفلت مدة، ولن تتخلى يوما عن عقيدتها وسترُجع سيرتها الأولى، والخير كامن فيها – وإلا لما هابها الطغاة وأسيادهم.

ثالثها: إن الأمة تغلي مشاعرها، وتنتظر بفارغ الصبر يوم خلاصها من هؤلاء الطغاة، ومعاقبتهم على جرائمهم، وظلمهم للإسلام وأهله، فقد نفذ صبرها، وتكسرت هيبة الظالمين وأزلامهم من صدرها.

رابعها: إن الحلول الترقيعية، ومشاركة الأنظمة القائمة الحكم بذريعة المعارضة، ومحاولات الإصلاح لهذه الأنظمة المهترئة باتت ضربا من الخيال، لا يتكلم بها عاقل، ولا يفعلها إلا متواطئ.

خامسها: إن الأمة جاهزة لاستقبال التغيير الحقيقي على أساس عقيدة الإسلام، وتنتظر من يعلق الجرس، ويصدر البيان رقم (1)، معلنا إقامة الدولة الإسلامية.

سادسها: إن أسياد الحكام من دول الكفر والاستعمار أدركوا ثقل الأمة الإسلامية، وعزمها على التغيير، وأدركوا الخطر القادم إليهم إن قامت دولة حقيقية للأمة الإسلامية، تذود عن أرضها، وتحمي بيضتها، وتنكأ عدوها.

سابعها: إن الأمة في واد وأن الحكام في واد آخر، فالأمة فيها من يعمل للتغيير الحقيقي، ويسقيها من أحكام الإسلام، ويكشف لها المؤامرات، ويظهر لها عورات الأنظمة البالية العميلة، وهي – الأمة- ترنو للخلاص والانقلاب على هذا الواقع الفاسد، لا إبقائه مع بعض الإصلاحات،... والحكام في وادٍ آخر، يظنون أنهم يحسنون صنعا، وهم الأخسرون أعمالا.

وإزاء هذه الحقائق، كان لا بد من وجود فئة من الأمة، بيدها القوة، كانت تحمل الأسلحة للاستعراضات العسكرية، ولاستقبال الوفود الرسمية، وللاحتفال بالاستقلال (المزعوم)، وللاحتفال بعيد جلالته أو سيادته أو سعادته أو سموه، وقد آن لها (جيوش الأمة) أن تحمل السلاح للذود عن مصالح الأمة، وتعطي النصرة لحزب التحرير، الذي يسعى واصلا ليله بنهاره لإيجاد الدولة الإسلامية – الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة – التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها على بعد أقل من شعرة، فيعزوا ويعيدوا سيرة الأنصار، ويعيدوا أمجاد الفاتحين ويعيدوا للأمة عزتها وكرامتها، ويخلصوها من الطواغيت الجاثمين على صدورها.

فهلاّ اقتعدتم مقعدكم، وناصرتم وآزرتم أمتكم، لتنالوا عز الدنيا وحسن ثواب الآخرة؟
17/1/2011
www.pal-tahrir.info



__._,_.___
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الأحد يناير 30 2011, 10:56


[SIZE="7"]
آن لأزبّ العقبة أن يُجدد صرخته
[/SIZE]
[SIZE="5"]


[SIZE="7"]عبد الرحمن المقدس ( تُراب ) / بيت المقدس[/SIZE]
بســم الله الـرحمــن الرحيــم



إلى قوات الأمن ورجال المخابرات العامة
إلى قوات المشاة وقوات البحرية وفرق المدفعية وفرق راجمات الصواريخ
إلى قوات الكوماندوز والجنرالات ذوي التيجان والنياشين
إلى فرق القناصة وفرق القتال الحر بالجودو والكراتية
إلى وحدات الحماية السرية والخاصة
إلى قوات السلاح الجوي
إلى أعلى رتبة عسكرية في جيوش الدول العربية والإسلامية نزولاً إلى أدناها, أوجه ندائي هذا:



جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال: بايعنا رسول الله بيعة الحرب (بيعة العقبة الثانية) على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. قال: فلما بايعنا رسول الله صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب - المنازل - هل لكم في مذمم والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم. قال: فقال رسول الله : "هذا أزب العقبة" وهو شيطان اسمه أَزَبُّ العَقَبةِ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْمَعْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ.

فأين أنتم يا أهلَ الكِنانةِ:
يا أبناءَ عمروٍ بن العاص ، ألا فلتـُجَدِّدُوا لنبيِّكمُ البيعة ، ولتجددوا للشيطان صرخته, فهبُّوا لِنصرةِ دينِكـُم واستوصوا بأمتكم خيرا كما استوصى بكم خيراً.

أين أنتم يا أهلَ الحجاز:
يا أهلَ مَهبـِطَ َالوحي ِ، يا أصحابَ مَنبَع ِالهُدى ، ويا أسَّ الإسلام ِ، يا أنصارَ محمدٍ قبلَ الهجرةِ وبعدَهَا .

أينَ أنتم يا أهلَ الشام :
زهرةِ بلادِ الدنيا ، أحفادَ خالد , وضرارَ, وأبي عبيدة َ، وشدادَ , وشرحبيلَ , وعبادة َ، وصلاحَ الدين ِ, ونورَ الدين ، أينَ أنتم وقد تـَحَسَّرَ من تحتِ أرجُلِكـُمُ الثـَّرى ، وقد تخضَّبَ بدماءِ الصحابةِ الكرِام ، تـَحسَّرَ لِطول ِبُعدِهِ عن ِالخلافةِ وقد داستهُ أقدامُ الغزاةِ المُستعمرين.

أينَ أنتم يا أمدادَ اليمن:
ِيا قبائلَ قرن ٍمن مُرادَ القرنيِّ أخرجوا لنا أويساً جديداً ، يستغفرُ لنا ويقودُ جيشـَنا، ليحررَ من الظلم ِوالإستبداد والإستعباد بلادَنا، ويُخرجَ العبادَ من جَورِ الأديان ِوظلمِها، إلى عدل ِالإسلام ِونوره ِ. فتنعمَ الأرضُ بالأمن ِوالأمان ِ، وقد فـُقدناهم بفقدان ِالإمام.

أينَ أنتم يا أهلَ خراسانَ:
يا أحفادَ سَلمان ِالفارسيِّ ، والبخاريِّ ومسلمَ والترمذيِّ والنـَّسائيِّ أعلامُ الحديثِ وأساطينُ الفقهِ .

وأينَ أنتم يا أهلَ المغربِ العربيِّ:
أحفادَ الفاتح ِالمِغوارِ عقبةَ َبن ِنافع ٍ لتكونوا في الصفوفِ الأ ُوَل ِلفتح ِروما وتطهيرِهَا من الشركِ والأوثان , كما بَشـَّرَ خيرَ ولدِ عدنان ِ , إمامُ الأئمةِ , وخيرَ الأنام .

أينَ أنتم يا أبناء دولة الخلافة العثمانية:
يا أحفادَ محمدٍ الفاتح ِصاحبِ قسطنطينية َالذي أخبرَ عنهُ وأثنى عليهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يومَ بشـَّرَ بفتحها فقال : نِعمَ الأميرُ أميرُها , ونِعمَ الجيشُ جيشـُها .

أينَ أنتم يا أبناءَ المجاهدِ الأول ِمحمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ؟!

إن فيكم والله خير عظيم, فأنتم جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية العظيمة,

ها هي أمتكم قد سبقتكم في لفظها لحكامكم, فخرجت مستبسلة تضرب للعالم أروع الأمثلة في كسر الخوف ورفض السكوت والخنوع والإستسلام,

فأين أنتم منها يرحمكم الله؟!

أنّى لها النصرة وأنتم متفرجون!

التحموا وامتزجوا بأمتكم كما فعل أنصار الأمس بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبايعوها على النصرة وحد الغلاصم وقطع الحلاقم ونكز الأراقم ونهش الضراغم,

فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً, وبايعوا أميراً لكم, خليفة للمسلمين, يحكمنا بكتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فوالله إن عروش حكامكم لأهون وأضعف من بيت العنكبوت لو كنتم تعلمون,

وإنها والله ساعة من صبر, فإما شهادة وإما خلافة

فهل أنتم مستجيبون؟



أخوكم تراب




[/SIZE]
]

طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الأحد يناير 30 2011, 13:30

[SIZE="7"]
السادة علماء الأزهر

الناس تموت...والنظام يحرق البلاد

فأين أنتم
[/SIZE]

[SIZE="5"]


خاطبناكم في قضايا وبلايا أصابت وتصيب المسلمين في شتى بقاع الأرض

فلم تحركوا ساكناً،

واليوم نخاطبكم وقد وصلت نيران أسلحة أمريكا إلى صدور أبنائنا وأبنائكم في مصر،

أنتم، أيها العلماء الكرام، تحملون أمانة أشفقت من حملها الجبال، أمانة الدّين وشرع الله،

أمانة تبليغ أحكام الله وتطبيق شرعه...فماذا فعلتم بها؟

إن لم يكن حراككم اليوم فمتى يكون؟

إن لم تكونوا أهلاً للرسالة التي تحملون اليوم فمتى تكونون أهلاً لها؟

دماء المسلمين تسيل في شوارع بلادكم، فهل لم تهزّ شعرة في رؤوسكم؟

ألم تسمعوا قول الإمام حين قال: إذا أفتى العالم تقية فمتى يُعلمُ الحق؟

فما بالكم والمسألة اليوم أعظم من تقيّة في الفتيا؟

مسألة كرامة أمة بأسرها

مسألة مسلمين يداسون بالأقدام وتسيل دماؤهم في الطرقات،

مسألة نظام حكم يستنجد بأعداء الله الأمريكان للقضاء على بشر حرّكتهم كرامتهم وعزّتهم

رافضين للذل والعار والمهانة والفقر والظلم والجور وسلب البلاد وخيراتها

من قبل شرذمة من الناس لا تنتمي لديننا ولا لشرع ربنا،

نعم، لا ينتمون لديننا، فهم حكّام، والحاكم حتى يكون منتميا لهذا الدّين فان شرطاً أساسيا من

شرائطه أن يحكم بكتاب الله وسنة نبيه فهل ترونهم يفعلون؟


يا علماء الأزهر، وجبهة علماء الأزهر الكرام:

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

فهل استقام سعيكم في الحياة الدنيا أم ضلّ؟

هل استقمتم على دين الله حملاً وتطبيقاً وبياناً أم لا؟

وهل استقامتكم –كعلماء- في هذه الدنيا تعني شيئاً غير الحمل والتطبيق والبيان لدين الله؟

وهل من وقت فيه بيان شرع الله والعمل له آكد واجب أكثر من هذا الوقت الذي يستباحُ فيه كلّ شيء من دماء وأعراض وكرامات؟

ألم تعلموا أن العلم يقف منادياً العمل، فإن أجابه وإلا ارتحل؟

فهل ارتحل علمكم من بينكم وأنتم لا تعلمون؟

أيها العلماء:

لن أخاطبكم بآيات وأحاديث، فأنتم لها عالمون، وبمعانيها تفقهون

لكن هل فقهتم واجباتكم كعلماء؟

هل قمتم بأصل عملكم كعلماء؟

اعلموا أيها الأفاضل أن الأمة لا تنسى المواقف:

لا تنسى من وقف موقف المتخاذل حين تطلب الأمة المواقف

كما لا تنسى من يقف مواقف العزّة والكرامة منها ومن قضاياها

فاختاروا لأنفسكم موقفاً قبل أن تختار الأمة لكم موقفاً تضعكم فيه فلا تنساه

ليس لكم الخيار إلا في أحد موقفين:

موقف ذلّ وخذلان

أو موقف عزّ وكرامة


فان اخترتم الأول فقد اخترتم ذلّ وخزي الدنيا والآخرة

وإن اخترتم الثاني –وهذا أملنا في أهل الحق- فلا يقبل منكم حينها أقل من أن تقودوا المسلمين

وتتصدروا الأعمال لما فيه خير المسلمين في الدنيا والدّين

فهل أنتم لدعوة الحق مجيبون ولله ودين الله ملبّون؟

{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون} الأنفال 24
[/SIZE]


[SIZE="7"]
سيف الـدّيـن عـابـد
[/SIZE]

[SIZE="5"]

من رسائل :
مجموعة طالب عوض الله البريدية
مجموعة أحباب الله البريدية
[/SIZE]
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منقول رد: مختارات من رسائل المجموعات البريدية

مُساهمة من طرف طالب عوض الله الإثنين يناير 31 2011, 11:01

[SIZE="5"][align=justify]



بسم الله الرحمن الرحيم



[SIZE="7"]
{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}
[/SIZE]

تضجُّ شوارع القاهرة باحتجاجات مكثفة من الناس على ظلم السلطة وجَوْرها، فقد حاطت الناسَ بالقهر والكبت، وكمَّمت الأفواه، وأدخلت الرعب في قلوب الناس بالاعتقال والتعذيب المفضي للهلاكِ والموتِ على أيدي الزبانية في السجون...

خانت هذه السلطة الظالمة قضايا الأمة، فرفعت راية دولة يهود في أرض الكنانة، وباعت سلطانها وسيادتها على أرض سيناء، وحاصرت المسلمين في غزة، وارتكبت الموبقات دون أن تستحي من الله ولا من رسوله ولا من المؤمنين.

عاثت في الأرض الفساد، ورهنت لأعداء الله البلاد، فصارت مسرحاً لأمريكا ويهود، حيث نهبوا ثروة البلاد وتقاسموها مع رئيس النظام المصري وحاشيته وأزلامه وأتباعه، فكانت الحيتان، والقططُ السِّمان... وتركوا عامة الناس في فقر مدقع، وجوع مهلك، وأسعار فاحشة...

كل ذلك والسلطة مطمئنة بجبروتها، وبطش أزلامها، وتضليل حزبها الحاكم المحكوم... مطمئنة بهذا البطش والظلم والتضليل بأن الناس لن يرتفع لهم صوت، ولن تتحرك لهم أيدٍ ولا أقدام، ونسيت السلطة أن الظلم والقهر سيولد الانفجار، وأن الباغي، عليه تدور الدوائر!

انفجرت تونس بالتحركات الشعبية المتسارعة، ولحقتها اليمن والأردن، وها هي مصر... ويبدو أن البقية آتية! وكل ذلك وأصحاب السلطة لا يرعوون ولا يعتبرون بل لا يعقلون! إنهم يبحثون عن حل، فيلتمسونه من هنا وهناك... يتصل مبارك بأوباما، يكلِّمه طويلاً فينصحه، بل يأمره، أوباما: أن يقيل الحكومة فيقيلها، ويوجد مكانها حكومة أمنية ونائباً له بعد طول غياب! وهكذا كان، فيعين عمر سليمان مدير مخابراته نائباً، ويكلف الفريق أحمد شفيق رئيساً لوزرائه، ويظن أنه بتنفيذ أمر أمريكا يُؤمِّن عرشه بقوائمه المعوَّجة، ولا يدري أنّ أمريكا ستبيعه بثمن بخس إذا اشتد الأمر لتضع عميلاً غيره، وهكذا يفعلون!

إن هؤلاء الحكام لهم أعين لا يبصرون بها، وآذان لا يسمعون بها، وقلوب لا يعقلون بها، فكيف يدوسون الناس بأقدامهم ويريدونهم يصمتون؟ كيف يضعون الإسلام وراء ظهورهم ويريدون المسلمين لا يثورون؟ كيف يوالون الكفار المستعمرين ويريدون أهل الحق لا يزمجرون؟





أيها الحكام، أيها الظالمون...الناس مسلمون وما لم يُحكموا بإسلامهم، ويُوالى الله ورسوله والمؤمنون بدل أن يُوالى الكفار المستعمرون، فلن يستقر حاكمٌ ظالم فاجر على قدميه بينهم، حتى وإن سكتوا قليلاً وصمتوا يسيرا، فإن لسان حالهم:

ما نام عنــكِ جفنُ المجُِـــدّ وما هي إلا هدأَةُ الرِّئبــالِ قبل نَفارِه

لقد فُتحت أرضُ الكنانة بدماء المجاهدين، ولن تضيع تلك الدماء سُدى، بل ستعود أرض الكنانة عزيزةً بالإسلام، قويةً بالإسلام، تدوس بأقدامها الظالمين، حتى وإن زهت الدنيا للظالم يوماً فإن الله القوي العزيز سيقصمه في يومٍ لا يظنُ الظالمُ أنه فيه زائل: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» أخرجه البخاري ومسلم...



أيها المسلمون، يا أهلنا في أرض الكنانة:

إن رأس النظام يريد خداعكم، فيصور المشكلة في الحكومة وهو يعلم، وأنتم تعلمون، أن الحكومة لا تستطيع إبرام أمر دون إيعاز منه، ويصور المشكلة في الحزب الحاكم، وهو يعلم أن هذا الحزب تجميعٌ لمرتزقة من الناس يرون في الحزب الحاكم طريقةً لأكل أموال الناس بالباطل، ومرتعاً للفساد والرّشى، لا يجمعهم جامع إلا سهولة صيد المنافع المُحرّمة، فإذا رأوها أصبحت تحرقهم إن فعلوا تفرّقوا لا يلوون على شيء، وها أنتم ترون الحكومة والحزب برجالهم الذين كانوا يُعدّون بالملايين لم يظهر لهم أثر عندما زمجر الناس على الظلم والظالمين!

أيها المسلمون، يا أهلنا في أرض الكنانة:

إن رأس الأفعى هو النظام، فلا تنشغلوا بذيل الأفعى، وتنخدعوا بما أعلنه من حكومة أمنية جديدة ما دام النظام باقياً على حاله. إن الداء هو في هذا النظام العلماني الموالي لرأس الكفر أمريكا، وهي حالياً تدرس وضع السلطة في مصر، وتمهل رأس النظام مهلة يتصرّف فيها، وهكذا فعل، فقد جرّب النظام أساليبه، فأرسل أزلامه ليندسوا بين أهل الانتفاضة، ويسّر النظامُ الأمر لكل تخريبٍ وحرق ونهب، ليوجد مبرراً لحكومته الأمنية الجديدة بأن تبطش بالناس بحجة إعادة الأمن الذي هم أحرقوه! فإذا لم يستطع النظام بحكومته الأمنية الجديدة الوقوف على قدميه، ورأت أمريكا أن عميلها الحالي قد سقطت ورقته، عمدت إلى عميلٍ آخر مكانه، وهي بتعيين عمر سليمان نائباً لمبارك، وهو مدير مخابراته ومن عظام رقبته، تكون قد هيَّأت العميلَ الجديد في الوقت المناسب!

أيها المسلمون، يا أهلنا في أرض الكنانة:

كونوا على درجة من الوعي والإبصار حتى لا تكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار! واعلموا أن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، حكمٌ بما أنزل الله، وجهاد في سبيل الله، فلا توقفوا انتفاضتكم إلا بتغيير النظام من سمت رأسه إلى أخمص قدمه، وأقيموا مكانه دولة الإسلام، الخلافة الراشدة، تعزّوا وتفوزوا في هذه الدار وفي تلك الآخرة...

أيها المسلمون، يا أهلنا في أرض الكنانة:

مَن هو أولى من مصر أرض الكنانة بإقامة الخلافة؟ مَن هو أولى من مصر صلاح الدين بتحرير فلسطين من يهود كما حَرّرت مصر صلاح الدين فلسطين من الصليبيين؟ مَن هو أولى من مصر الكنانة التي أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأقباطها خيراً فقال «وإن لهم رحما»؟ مَن هو أولى من هذه الكنانة بإعادة حضارة الإسلام وعدل الإسلام والعيش الكريم لمسلميها وأقباطها؟ مَن هو أولى من مصر بأن تكون حاضرة الخلافة، حاضرة الدنيا، ترعى الرعية بالعدل وتحوطها بالنصح، وتفتح الفتوح، وتنشر الخير في ربوع العالم؟

أيها المسلمون، أيها الأهل في مصر الكنانة:

إن حزب التحرير يُحذركم من خديعة النظام، فيشغلكم بصغائر الأمور، وينسيكم أن الداء هو النظام، وأن الولاء لأمريكا هو الموت الزؤام، فدوسوا الاثنين بأقدامكم تسعدوا، وأقيموا الخلافة الراشدة تنهضوا، ولا تخشوا بأس الظالمين فهم أهون على الله، وهو عز وعلا ليس غافلاً عنهم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}

أيها المسلمون أيها الأهل في أرض الكنانة:

إن حزب التحرير يعظكم أن لا تخذلوا الدماء الزكية التي سُفحت من أبنائكم في انتفاضتكم المباركة، ويحذِّركم من أن تحرفكم تلك الجهات التي دخلت على "الخط" فتريد استغلال تلك الدماء الزكية لأغراضها الخبيثة، فتستظل بالأشجار التي لم تزرعها، وتقطف الثمار التي لم تُنضجها...

قفوا في وجه هؤلاء، ولا ترضوا باستبدال عميلٍ بعميل... اقلعوا نفوذ أمريكا من أرض الكنانة من جذوره، فتذكُرَكم دماءُ أبنائكم الزكية بخير، وتكونوا قد أديتم حقها، فتُرضوا الله ورسوله والمؤمنين.

لا تنخدعوا بقطع ذيل الأفعى وبقاء رأسها حتى وإن زُخرف ذلك الرأس، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

{هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}

;}

25 من صـفر 1432

الموافق 2011/01/29محزب التحرير
من رسائل :
مجموعة طالب عوض الله البريدية
مجموعة أحباب الله البريدجية[/align]
[/SIZE]
طالب عوض الله
طالب عوض الله
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ

ذكر عدد الرسائل : 24
العمر : 82
الإقامة : فلسطين
المهنة : تاجر
تاريخ التسجيل : 10/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى